فجعنا صباح هذا اليوم (الجمعة 02 مارس 2018) بوفاة الأخ والصديق والجار والطالب إدريس اليزيدي، تغمد الله بواسع رحمته، وصلينا عليه صلاة الجنازة في مسجد الفتح في مدينة أنفرس في بلجيكا، وسوف ينقل إلى المغرب لدفنه في مدينة بركان شرق المغرب.
جاء إدريس إلى بلجيكا طالب علم، ودرس في الأكاديمية الملكية للملاحة البحرية وتخرج منها قبطانا، وعمل فترة في مجال الملاحة البحرية، ثم قرر الاستقرار فحاز على ماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة بروكسيل الحرة، وبدأ يعمل معلما في إحدى الثانويات البلجيكية، واتصل بي من أجل التحضير لمشروع الدكتوراه قبل سفري إلى مراكش، وكان لي موعد معه هذا الأسبوع.
إدريس شاب في مقتبل العمل، وقد استقر بعد انتهائه من العمل في مجال الملاحة البحرية، وكان يحضر للزواج، لكن الله اختاره بغتة بعد إصابته بنوبة برد شديدة يوم الأحد الماضي أدت إلى إضعافه ثم دخوله في غيبوبة وهو وحيد في شقته، لم يخرج منها حيا.
تأثر الناس كثيرا لمصاب إدريس، فهو شاب في مقتبل العمر، وسيم جميل المحيا ذو أخلاق كريمة ومعشر طيب. وهو شاعر وروائي كتب رواية رائعة سماها (الملاذ)، نشرها في المغرب قبل سنوات، تحكي قصة أبناء المهاجرين المغاربة والمشارقة الذين بدؤوا يهاجرون نحو الجنوب، إلى أوطان آبائهم الأصلية. يترجم هذه الرواية الرائعة فريق من الطلاب إلى الهولندية يعملون تحت إشرافي، وستصدر بالهولندية هذه السنة إن شاء الله. وإدريس فوق ذلك حامل لكتاب الله، يحفظه عن ظهر قلب.
رحمة الله عليك يا إدريس، لقد امتلأ المسجد بالناس، وكثر بكاؤهم عليك ودعاؤهم لك، وألهم والديك الصبر والسلوان.
ولعنة الله على الغربة وعلى أسبابها.