ماذا نملك أمام الإهانة المبرمجة الممنهجة من طرف المخزن تجاه الأستاذ ،المعلم ،المربي ،قدوة النشء غير إعلان الحداد!
يرفع المسؤولون غير ما مرة شعار إصلاح التعليم ويفشلون ويعيدون الكرة ويفشلون ..وكان آخر إعلان عن الإصلاح في بداية القرن الواحد والعشرين ..تحدثوا عن إصلاح البرامج والمناهج وعن تغيير النظام الأساسي للموظفين ولم يتغير شيء إلا للأسوأ ..فحاولوا التدارك وتحدثوا عن خطة استعجالية ابتداء من سنة 2015 إلى سنة 2030 ..وكنا وكانت الشغيلة التعليمية برمتها تأمل خيرا في كل مرة.. لكن للأسف ساءت الأوضاع أكثر فأكثر فبعد نظام التقاعد الذي زاد في سنوات العمل وخفض من الأجور ،جاء نظام التعاقد الذي أصبح معه مستقبل الأساتذة غير مضمون و أصبحت العديد من الحقوق والمكتسبات في خبر كان .. وأصبحت الشغيلة كلما حاولت النضال والدفاع عن حقوقها تواجه بالعنف و اللامبالاة ! واكتشفنا شيئا فشيئا أن خطتهم الاستعجالية في الإصلاح هي الضرب على الرؤوس بيد من حديد.. تلك الرؤوس التي أفنت عمرها في الدرس والحفظ والتحصيل لتعليم أبناء الشعب ! لكن ماذا يمكن أن يعلم معلم مهضوم الحقوق والكرامة للمتعلمين؟ الوطنية وحب الوطن؟ النضال والصمود من أجل الكرامة رغم القتل والإقصاء والتهميش ؟ التفاني في طلب العلم الذي قد يصبح وبالا عليهم لأنهم سوف يدركون بالتعلم أن لهم حقوقا ..؟ ولكن للأسف بمجرد رفع الصوت للمطالبة بها سوف يضربون ويهانون وتخرس أصواتهم..؟ كيف ستثق الأجيال الصاعدة في معلميها وفي ما يقولونه ويلقنونه لها إذا كانوا لا قيمة لهم ولا صوت ولا كرامة ولا حتى أبسط الحقوق وهي التعبير عن الرفض والاستنكار والرغبة في التغيير الحقيقي؟
و أخيرا كيف ستتطور وتزدهر أمة تحارب التعليم والمعلم وتزرع الإحباط في المتعلم بل وتزرع الفتنة بين أفراد المجتمع الذي يضرب بعضه البعض الآخر ؟