إسبانيا، من فضيحة إلموندو إلى نصب على حجاج بيت الله الحرام – الحسين فاتيش

0
306

إسبانيا، بعد فضيحة اتهام جريدة الموندو لإحدي وكالات الأسفار المملوكة لمغاربة بتبييض الأموال العمومية وسرقتها، السلطات الإسبانية تلقي القبض على مغربي صاحب وكالة أسفار متهم بالنصب على المغاربة الراغبين في أداء مناسك الحج .

في ذات الوقت الذي تخوض فيه الفعاليات الحقوقية من مغاربة إسبانيا ومعها الشرفاء الغيورون على سمعة وشرف المغرب والمهاجرين المغاربة، حربا شعواء في مواجهة حملات البروباكاندا الموجهة للتشهير بالمغاربة التي تقودها تيارات اليمين العنصري المتمثل في حزب فوكس، تلك الحملات المفعمة بمشاعر البغض والحقد والكراهية العمياء تجاه المغاربة، كما انعكس ذلك في مضامين الشات الذي تقاسمته عناصر حزب فوكس مؤخرا بمدينة سبتة، وفي عز تنامي خطاب الإسلاموفوبيا الذي يجتاح عموم أوروبا، وفي أوج احتدام المعركة وفي هذا الظرف العصيب بالذات، تأبي بعض باكتيريا الفساد التي تسللت خلسة إلى إسبانيا متخفية بين جموع طالبي كسرة خبز غير ممرغة في تراب الذل والمهانة من أبناء المغرب المهمشين، الذين هاجروا إلى الديار الإسبانية، وتأبي تلك الحثالات البشرية التي يحركها النهم والشراهة للاغتناء عن طريق الكسب اللامشروع، واقتناص الغنائم و”الهمزات”واستغفال السذج، و ذوي النية الحسنة من أبناء جلدتهم من دون أدنى وازع ضمير، أو رادع ديني وأخلاقي، تأبى إلا أن تسبح ضد التيار وتجعل أخبار منجزاتها في مجال الفساد والإفساد هي من تحتل صدر أمهات الصحف الإسبانية، كأخبار الاستيلاء على الأموال المتحصلة من الدعم الاجتماعي بدون وجه حق، أو القيام بأفعال السرقة والاغتصاب والنصب والاحتيال، أو تبييض وسرقة الأموال العمومية القادمة من المغرب !!
وهكذا وفي الوقت الذي لا نزال نجتر فيه إسقاطات فضيحة جمعية ATIME وواقعة تعميم وزارة العمل الإسبانية لخبر اختفاء جمعية العمال والمهاجرين المغاربة بإسبانيا المسماة ATIME تتهمها الوازارة أنها اختفت عن الأنظار وبحوزة مسؤوليها حوالي620 ألف يورو من الأموال العمومية التي منحتها الوزارة لجمعيتهم في شكل مساعدات اجتماعية لدعم اندماج المهاجرين، حتى خرجت علينا الصحافة الإسبانية بخبر يفيد أنه الحرس المدني الإسباني في منطقة Navarra قد اكتشف وجود 18 حالة من حالات النصب على المغاربة الراغبين في السفر لأداء مناسك الحج – اثنتان منها في Extremadura  – منسوبة لإحدي وكالات أسفار مقرها مدريد كانت تعرض رحلات الحج إلى مكة المكرمة، وأن مبلغ الأموال التي تم النصب عليها يزيد عن 90.000 يورو.
وفي هذا الصدد، تم القبض على الجاني المتهم بالاحتيال، وهو مواطن من أصل مغربي، يقيم في Arroyomolinos (مدريد) ، وهو المسؤول عن الشركة التي عرضت الرحلات المذكورة أعلاه، بحيث كانت تستخلص من زبنائها مبلغ 5000 يورو كمقابل تغطية مصاريف الرحلة والإقامة في فنادق من فئة خمسة نجوم، إلا أن المسؤول عن وكالة الأسفار أبلغ ضحاياه في وقت لاحق أن السفر تم الغاؤه، مما دفع بالضحايا للابلاغ عنه، وقد تحققت مصلحة المباحث من صحة الوقائع المنسوبة للمتهم الذي تم التعرف عليه وتوقيفه
هذه الحالة من النصب والاحتيال على المغاربة باسم الدين حدثت وتحدث العشرات من الحالات مثيلاتها في المغرب، فهل نحن أمام ظاهرة نقل شبكات الفساد الديني لنشاطاتها نحو الديار الأوروبية?

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here