أيها المسؤولون في بلدي
أيها الساسة في وطني
أيعقل أن تخجل المسؤولية
فتحمر وجنتاها
كطفلة بريئة
تتعثر في خطاها
تطأطأ رأسها
وأنتم لا تخجلون؟
***
أيعقل أن تلبس المسؤولية
عباءة الحياء
تلثمه
تضفره جدائل
وتكتحل به
وأنتم لا تستحون!
***
أيعقل أن ترتجف المسؤولية
تهتز خوفا
شاحبة..
ترتعد فرائصها
شاخصة البصر
وأنتم لا تخافون
***
أيها الساسة في وطني
تزوجوا المناصب
مثنى وثلاثا ورباع
وأقيموا احتفالاتكم الباذخة
واعزموا كل سارقي البقاع
لكن طلقوا حقوقنا
ثلاثا..
طلقوا كرامتنا
ثلاثا..
طلقوا حريتنا
ثلاثا..
***
أيها الساسة في وطني
تزوجوا الكراسي
مثنى وثلاثا ورباع
وأحيوا مهرجاناتكم العاهرة
وادعو إليها الديوثين من كل الأنواع
لكن طلقوا كل شبر من ترابنا
ثلاثا..
طلقوا كل بقعة من أرضنا
ثلاثا..
طلقوا هواءنا
طلقوا سماءنا
ثلاثا..
أيها الساسة في بلدي
احملوا كراسيكم
وعروشكم
احملوا حبكم للمناصب
ومناصبكم
احملوا عشقكم للتحكم
وهواجسكم
احملوا جيوشكم المنبطحة
وحواشيكم
احملوا خدامكم
وجواسيسكم
احملوا أبواقكم
وعبيدكم
وارحلوا..
ارحلوا إلى مكان
إلى فضاء..
إلى كوكب..
ربما قد يؤويكم
إلى عالم
تخنقون فيه الهواء
تئدون فيه قطرات المطر
وإطلالات قوس قزح
وتجلدون فيه نسمات الصباح
وحتى ابتسامات المساء
تعتقلون فيه كل شيء يسطع
ينير، يتلألأ يشع صفاء
ارحلوا إلى مكان
تسجنون فيه القمر والشمس سواء
تزجون بالنجوم
بالكواكب
بالغيوم
في السجون
في المعتقلات
تتهمونهم بالانفصال
بإفشاء الفتنة وزرع الشقاء
أيها المسئولون في بلدي
ارحلوا إلى مدينة جرداء
بلا أرض ..
بلا سماء..!
إلى مدينة
بلا مواطنين
بلا شعب
بلا تمرد
بلا احتجاجات ومظاهرات ضد الغلاء
وأقيموا فيها
طقوسكم..
شعائركم..
من ظلم وجور وتحكم واستعلاء
ارحلوا إلى وجهة
لا وجه لها..
إلى قبلة..
لا قبلة لها..
واتخذوا من أنفسكم فيها آلهة وأنبياء!