أنملةٌ على وتر شجي :
( الويل الويل يا يُمّه
دق الهوى ع الباب من يمة الأحباب )
يُعيدُها حتى الشرود
يُؤنسنُ الخلاء يُحدّثه
أنا والوجد أُينا أدمن أُينا
يُحركه الرباب وصُفرة الزرع النحيل
وأنشودة الفروج في القيلولة
تتناغم وترانيم القمري
وحنّو ظلال السنط كرشّة
ماءِِ فوق تراب الشوق
تُزخرفه بالدمع على طرقات
لأمشاج تبتليه
تجرجره للمواجع أَنَّى حلَّت
هذا المدهش أمره يحمل ذاتاً تلفظ
كل مُنَاصِرةِِ للذات
يحملُ في جنبيه الناس البسطاء
ويرحل في بحر الأشجان
يُوغلُ في غابات الآهة في صحراء النفس
المكسورة
يا مسكوباً فوق مسام الجلد الناشف
لا تتبخّر قاوم هذا الصهد القاتل
حتى يحتدم الدمع بعينيك تمزَّق فوق
الرمل وفوق الطمى تحدَّر من مُقلة شوقك
فوق تراب النجع وجدار من سعف النخل
وعلب الألومنيوم
وجرار المش ووجوه أُناس
لا تعلم إنْ كانوا خيراً أم كانوا أشراراً
يا روحك يا شاعر هل كانت روحك
ترمومتراً يرصدُ ويلات العطشى
أم مُزنة حُب تهطل ؟
رحّال في بحر الأشجان
يعود وخارطة العالم في وجدانه
تشرح كل تضاريس الشجن الكامن
فوق جبال الرحمة في سلسلة الأعياد بجغرافية آلامه
عند شواطئ تحلم أنْ يغمرها الموج
هل لا زال العيد يراودكِ بالأحلام
هل تجدين البهجة يا موجعتي
أم يملؤكِ الوجد بلون الكسرة للخبز المفحم
عَلَمنا أنْ يبكي كلٌ هم كلينا نبعٌ واحد
يُؤوينا في صحراء تمتد كثيرا
في هذا الضيق من آمال رؤوس يملؤها عشبٌ هيأها
أنْ تشتعل بجفوة بُعدِِ تحملها ريح مهدرة للأيام
يا خوفي من هذا المشهد قبل العيد
أنْ تزدحم الدنيا بالفتيات
أمام حوانيت العطارين
تحملُهنَّ الفرحة في كل جديد
تؤلمه رؤية موجعته
وهي تحملق في الفتيات وفي الأدوات وفي العطارين
كثيرا
تنسحق أمام الأزهار وفراشٌ
مسجونٌ بين العبق وبين النور
ترتسم على صفحات الحاجة دمعات
لا تسطع كل كرامة هذا العالم أنْ تمنعها
فالعيد تكرر وتكرر
وتعود وفي يدها يسيراً من ادوات الزينة وكثيراً
من أشياء حزينة
يجن الليل فتظهر كل المحجوبات سماء السعداء
تعلو أنَّاتك يا أوحد في الحجرات الميتة
يطهرك شذى الجدران المبتلة يرفع فيك الآذان
تغلي فيك العبرات فالمُهج المشتاقة
ترسم في مأساة كبرى معاناة الأوحد
تغفو كل حياة حولك
إلاَّ من صوت أنين يصطحبك في كل أزقّة أحلامك
تملأ رأسك من كأسك تتمثَّلُ أرواحاً تتعلّقُ في أرواح
في طرقات المزدحمين بكل صنوف الحب
تفصلنا خطوات نتباعد
نتلمّسُ أنداءً من ذكرى
تعكسنا في طيف فوق وجوه تملؤها الطرقات بنا
فنرانا هذا القدر المتفاوت للأشجان
صبراً يا موجعتي فالعيد القادم يفرحنا فرحك
يحضن يدها في صمت يبكي تبكي يهيم
ينادي العيد وعيدك يا أوحد
العيد بريدك للأزمات يا فاتح شهية العبرات
ناديتُك في صوت يتأرجح
بين الحلم وبين أكاذيب
الأخيلة الحوجى
حال يجيئك صوتي تُطرب منَّي وكأني
أسمعتك فيروز تُغنّي
لشوارع خالية إلاَّ من شجنِِ رحباني
يتغيّر نسج الكلمات
( حبيتك ) فوق لساني حائرة ( فعيونك الصيف وعيون الشتا ملآنه يا حبيبي ) بثلج البُعد وحرّ البُكا
تتعالى أصوات الآلات
تغشانا حالات
ليالينا العمياء تشاركنا رقصة زار المعتوهين
تسقينا نخب الهمجى من الأفكار
لكن لا أنساك لأنك في صحرائي كل جهاتي
أنقشُ فوق الرمل حروفك
لأنك في لا أغلى من حلمك في ذاتي