حوار الشاعرة اللبنانية ليلى بيز المشغرية __ نجوى الغزال

0
167

على قارعة النسيان باكورة إنتاج الشاعرة اللبنانية ليلى بيز المشغرية

استطاعت فيه أن تعبر عن نفسها، وتخلق لنفسها مناخا خاصا بها، ولغة مموسقة، تحدثت فيه عن الحب، الوطن، الغربة، فكان لزاما علينا أن نحاورها ونتعرف على مشروعها الأدبي

حاورتها من بيروت

نجوى الغزال

* * *

١- ما هي القصة التي تقف خلف اختيارك عنوان “على قارعة النسيان” لديوانك الأول؟

_ الشعر جزء أصيل من كينونة الشاعر، يعبر عن ذاته، عن طموحاته، عن تجاربه، فهو إذا ذاتي بامتياز، ومن هنا تختلف تجربة كل شاعر عن الآخر..

وأنا ك ليلى عشت حياتي على قارعة النسيان من الناحية الأدبية والثقافية،  وربما أيضا من الناحية الاجتماعية بحكم غربتي وهجرتي والظروف التي مرَّ بها وطني لبنان ، وكذلك مشهد الأطفال المتسولين على قارعة الطريق كان حقيقة وليس مجازا، فجاء العنوان جامعا بين العام والخاص….

وقارعة الشيء وسطه،  والنسيان حالة من الفقد وعدم القدرة على استرجاع المعلومات،  والسبب أني في حياتي دائما وسط الطريق كلما حاولت الوصول إلى غاية توقفت، وكلما حاولت استرجاع الذكريات نسيت أو تناسيت.

فالعنوان يعبر عن ليلى أجمل وأصدق تعبير ..

٢- لماذا تأخر انتاجك الأول حتى الآن؟

_ أولا بحكم الزواج المبكر وإنجاب الأولاد. وتربيتهم ..ثم على حين غرَّة انقلب الوضع في لبنان فاضطررنا كغيرنا من آلاف اللبنانيين إلى الهجرة، وفي الغربة لا أحدثك عما عانيت حتى استقر بي المقام

فكيف للشعر أن يخرج…!؟

٣- هل الغربة هي أحد الدوافع القوية للكاتب ليكتب عن الوطن بعمق أكبر ؟

_ ليس شرطاً أن تكون الغربة هي الدافع، فحب الوطن هو الدافع.. لكن الغربة تجعلك كمن يحب شخصا ولا يمكنه الوصول إليه فيصبح الجوى مضاعفا واللوعة أشد ..

٤- الحب له النصيب الأكبر في ديوانك الشعري، فهل هذا يعني أن الشاعر المبدع يجب أن يكون في حالة حب؟

_ كلامك صحيح.. لكن أنا هنا في ديواني أقصد الحب بمعناه الشامل؛ حب الوطن، حب الزوج، الأسرة، النجاح،  وأن أرى أولادي بأجمل مكان يليق بهم ..

فالحب هو المحرك والدافع للإبداع، هو الجذوة التي تشعل الحرف،  فالنص الأدبي (الشعر) وردة بلا رائحة، كالفاكهة بلا طعم، فالحب انعكاس لحالة تسري في النص فيصبح كالزهرة تتفتح بعبقها ولونها ورائحتها. والحقيقة أن الشاعر يكتب بلا حب من باب الصنعة ولكنه لا يصمد …

٥- هل الكتابة عن الحبيب كانت بمثابة تعويض عن فقدانه ولجعله دائما يشاركك أحاسيسك؟

_ الكتابة عن الحبيب كتابة متواصلة في حالة وجوده وفي حالة فقده… ومن وجهة نظري أنها في حياته أولى من باب التقدير والتكريم والاعتراف بالجميل ..

وأذكر أني قرأت قصيدة للشاعر المعتمد بن عباد لزوجته *اعتماد* :

أغائِبةُ الشخص عن ناظري

وحاضرة في صميم الفؤاد…

عليك السلام بقدر الشجون

ودمع الشؤون وقدر السهاد

تملكتِ مني صعب المرامي

وصادفت ودي سهل القياد

مرادي لقياك في كل حين

فيا ليت أن أعطى مرادي

أقيمي على العهد الذي بيننا

ولا تستحيلي لطول البعاد ..

دسست اسمك الحلو في طين شعري

وألِفْتُ فيه حروف. ..اعتماد.

٦- أي من الشعراء كان له الأثر في صقل موهبتك الشعرية، وما هي أهم خصائص الشعر التي اقتبستها منه ؟

_ نزار قباني،  محمود درويش، بشارة الخوري،  إلياس أبو شبكة وناصر رمضان عبد الحميد ..

أهم ما تعلمت منهم الإدهاش في النص، قوة الصورة، غلبت المجاز، استصحاب القضية، فمن المهم أن يكون للشاعر قضية يؤمن بها ويدافع عنها…

إذا كان الشعر في الأصل إمتاع ويحمل فكرا إلا أنه لكي يبقى لا بد أن يكون حاملا لقضية يدافع عنها ويؤمن بها، فالدفاع عن المرأة في شعر نزار قباني واضح.. والدفاع عن القومية العربية ورفض التطبيع في شعر محمود درويش واضح أيضا …

٧- هل تعتقدين بأن للشعر والشاعر تأثير قوي ومهم في قضايا الشعوب ؟

_ كان للشعر قديما تأثير قوي لأنه كان بمثابة وزير إعلام،  ومن هنا كان احتفاء القبيلة العربية بالشاعر، لأنه كان يعبر عنها ويسجل حروبها ويفاخر بأحسابها وأنسابها إلخ ..

اما الآن فتأثيره محدود بحكم تداخل الإعلام والصورة. والنت…

٨- هل الشعر يعكس ثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه أم أنه يتمرد على بيته؟

أولا الشعر ثقافة.. وكما أن الإنسان ابن بيئته فالشعر وليد

ثقافته، ولذلك لا نجد الآن شعرا بحجم المتنبي أو أبي تمام وشوقي وغيرهم،  لاختلاف ثقافة العصر ..

أما قضية التمرد فليس شرطا وإنما هو يوقد الشموع، ويحث على العودة إلى الجمال والتمسك بالأمل، وهو أيضا صوت المحرومين والمستضعفين والبائسين والمعدومين.. والشعر في الأصل تعبير عن خلجات النفس، وترجمة لما يدور فيها.

٩- من الواضح أنك تعيشين الحلم في كتاباتك، هل هذا لأنك تودين الهروب من الواقع ؟ وهل الواقع يخيفك؟

_ الشاعر بطبعه حالم د، وأنا لا أخاف من الواقع ولا أهرب منه وإنما أتعايش معه وأبدع..

١٠- ما هو رأيك في انتشار المنتديات الثقافية والشعرية تحديدا على مساحة الوطن العربي، وخاصة فيما يتعلق بملتقى الشعراء العرب الذي أسسه الشاعر والناقد ناصر رمضان عبد الحميد ؟

_ شيء جميل وبشارة أمل ومدعاة للطمأنينة بأن الشعر والأدب والثقافة ما زالوا بخير ويتنفسون الصعداء، رغم غزو وسائل التواصل الاجتماعي واتجاه العقول نحوها، وخاصة جيل الشباب الصاعد وتراجع القراءة.. فالمنتديات إكسير الشعر…

أما بالنسبة لملتقى الشعراء العرب فهو علامة فارقة في جسد الشعر والثقافة، والفرس من الفارس، والأستاذ ناصر رمضان عبد الحميد شاعر مخضرم، وعلم من أعلام الشعر والكلمة الحرة، موسوعة فكرية ومدرسة بحد ذاته …

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here