من هو أحمد حضراوي؟
أنت لا تزعم بل تقرر حقائق. إن هذا إلا موجز مكثف حد الإختزال “لأحمد حضراوي” الشاعر الروائي الرائد في كل مجالات الثقافة والتثقيف. المبدع الباحث عن المبدعين أمثاله، وأول من تعامل مع مفهوم “الإقصاء” تعاملا سليما سواء كان هذا التعامل مع الذات أو مع الغير. فكانت دعوة “لعدم الإقصاء” بمعنى التكامل، هذه الدعوة للتكامل كانت أول ما لفتني إليك فبدأت أتابعك لأجدك واعيا لكل ما يحدث في واقع حياتنا الثقافية بعامة وواقع مبدعي “النص” بخاصة فلم تكتف بالوعي بل قمت وقدمت العلاج طبيبا مداويا. أخذت بيد المبدعين المهمشين ورفعتهم إلى القمة التي تتربع عليها، تلك القمة التي تزداد رقعتها كلما ازداد المبدعون من حولك. وأنت علمهم – وقد كتبت أنا عن هذا في حينه ونشرته على مواقعي وفي “الديوان” – سابقا.
ما كتبته انت عن نفسك قد اختزلت فيه جهودك وأعمالك وذاتك حد الظلم.. أنت أعظم مما قدمت نفسك من خلاله.
لا أريد أن أطيل هنا فلي أحاديث عنك طويلة مسهبة ليس هنا مكانها.
تعلم انني قد اتخذت قوس قزح شعار لي رغم تقول القائلين حوله من أنه شعار “الشذاذ” ولكن هل إن استبد مستبد غاشم بقدس أقداس الوجود – تدنست -!! الطهر يبقى طهرا مهما حاولوا تلطيخه بسوآت أعمالهم، لذا سأبقي عليه إنتصارا له، إنتصارا للجمال الذي خلقه الله وشاء له ان يكون. فتركنا له يعني انتصارا لهم هم، فهل نترك الحق إن أريد به باطل؟! قوس قزح أجمل ما يشرق به الكون إذ يحلل الضوء الذي لا لون له إلى ما يكنه فيه من ذاك السحر الملون أطيافا لو حاولنا تحليلها وعدها لما تمكنا من حصرها. وكذا نفس إنسان غنية بما فيها إن سقطت قطرة من حزن أو فرح، أصابها ألم أو نشوة لذة .. كل ما يمكن ان يحل بتلك النفس من مشاعر وأحاسيس او حالات تغمرها، عندها تتحلل هذه القطرات في تلك النفس بفعل أشعة نورها لتشكل أقواس قزح ليراها الناس في فضاءات تواجدهم كما يرون قوس قزح في فضاء السماء.
هكذا أرى نفسي وهكذا أنظر إليك “حضراوي” ولذا أجدني أتفاعل معك بكل عفوية وبسهولة ويسر فأنطق بما أنطق به دون تكلف كأنما يوحى لي القول إيحاء.
كينونة من الجمال النفسي تشرق بجمال رباني في كل ما تكتب عن كل ما تشعر به أو تعانيه، ليشرق قوس قزح بكل تلك الأطياف الجميلة. زادك الله تألقا وجمالا فأنت في الإبداع لا شك آية جمال.