دَوَّامَةٌ … ــ مصطفى الحاج حسين.

0
544

دَوَّامَةٌ …

********

تَتَفَتَّحُ أَورَاقُ الشَّمسِ

وَتَصحُو دَمعَتِي

على فنجانِ حنينٍ

أنفضُ عنِّي ما تَراكَمَ

من جمرِ الانكسارِ

وأنا مُلقَىً في دَوَّامةِ التَّشَرُّدِ

هذا الأفقُ يُحاصِرُ أجنِحَتِي

وذاكَ المدى يَسخَرُ من انتظاري

أَمُدُّ لِلبَحرِ رَغبَتِي

فَتَغرَقُ سُفُنُ أيَّامي

ويَبْتَلِعُنِي حُوتُ السَّرابِ

أركُضُ في أرجاءِ غُصَّتِي

أعدُو في أنحاءِ خَرَابِي

وأقفِزُ بِجُنُونٍ

مِنْ فَوقِ لُهَاثِي

أُرِيدُ أَنْ أخرُجَ مِنْ جَوفِ النَّارِ

لأبحثَ عَنْ ندى الحُلُمِ

فَتَكْبُو بِيَ الأرضُ

وَأَتَهَاوَى في بِئْرِ الصَّرَخَاتِ

وَتَنْحَدِرُ فَوقِي الأَسئِلَةُ

تَنْهَارُ هَامَةُ الكَلِمَاتِ

أصِيرُ في حَضِيضِ الآهةِ

في رُكْنِ الهَلاكِ

لا حَجَراً أتَلَمَّسُهُ

لا مَوتاً يُنقِذُنِي

إنِّي تَائِهٌ عَنْ بَعضِي

أظُنُّ جُرحِي الطَّرِيقَ

وَأَحسَبُ نَزِيفِي ماءً

جاءَ لِيُوقِظَ الرِّحلَةَ

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here