وأغضبُ فيكَ يا وطنـي بحرفـي
ليحيا الحُـرّ فيكَ بدون ضعْــفِ
ويسلَـمَ فيـكَ يا وطني عزيـــزٌ
أذِلّ فعـاشَ في ظُلـٍم وَحَيْـــفِ
ففيكَ أرى الخصاصَ يُهِينُ قومـاً
وقوْمـاً ينهبـونَ بـدونِ خوفِ
وفيكَ مَوَاجِـعُ المظلـوِم تُخْـفَـى
بتضليـلٍ وتـمـويـهٍ وزَيْــفِ
وأغضبُ فيك يا وطني بـدمعـي
ولكِنْ دَمْـعُ عينـي ليْـسَ يَكفِـي
لأنّ الدمـعَ لا يُبْـِري جِـرَاحاً
ولا للـدَّاءِ والأوجـاع يـشْـفِــــي
فهَـلْ أحتـاجُ يا وطني لعنفٍ
لتفهمنـي وتفهـمَ سِــرّ عُنْفِـي
وتُسْمَـعَ فيكَ أنَّـاتُ الضحـايـا
وأصـداءٌ وألغـازٌ لِـحَـرْفِـــي؟
أنا المكلـومُ يا وطنـي وجُرْحِـي
تَعَفَّنَ في الحَشَا مِنْ فَـرْطِ نَــزْفِ
وإنِّي لـنْ أعيـشَ بـدون شَكٍّ
إذَا لمْ أحظَ فيكَ بِبَعْـضِ عَطْـفِ
أنا المفجـوعُ يا وطنـي وإني
وجدتُ مصائبي مِنْ كُلّ صِنْفِ
تـراءى للورى ضعفي، فبيتي
كآلاف البيـوتِ بـدون سقـفِ
ومن سكـن البيوتَ بدون سقـف
يهـددْ بالـردى وبنـار قصــفِ
أنا المقهـور يا وطنـي وحقـي
تَعَـرضَ مثـل أوراقِـي لِلـفِّ
فـلا لملمـتُ أوراقـي وحقي
ولا هدَّأتُ أوجـاعـي وَعَصْفِـي
وَكَمْ جَرَّبْـتُ فيكَ شقـاءَ عَيْـٍــش
إلى أنْ صرتُ عنكَ أغُضّ طَـرْفـي
وكم دَارَيْـتُ فيكَ لهيـبَ فَـقْرٍ
وبِـتّ لِحُرْقـةِ الإمْـلاِق أخْفِـي
كأنِّي فيـكَ يا وطنـي غـريـبٌ
أعيـشُ، ولا أعيشُ سـوى بطيْفي
يقـول الجاحـدون: دَعِ التّحَـدِّي
فَنَفَّــذْتُ الأوامـرَ رغْـمَ أنْفِي
أحبُّكَ رغمَ قَهْـِري، رَغْمَ فقري
وأنَّى كنتُ، أو فـي كـلِّ ظَـرْفِ
أحبُّكَ رغـم إقصـائي وقمـعِي
وَلوْ ألفيـتُ بيـن يَـدَيْـكَ حَتْفِـي