Home Slider site قراءة في أمشاط متعبة لرأسك المجعد لمحمد كنوف – شهرزاد مسعودي
في مجال تولد اللغة نشعر بدواخلنا أننا بحاجة لنقل فكرة تنعشنا وتنتعش.. نثري الشاعري فينا كما نستشعر فينا قوة الإبداع على هيئة دفع.. وقلب.. وهرولة.. وانبعاث..
كلماتنا التقريبية ليست سوى صداه شاه حين أخفق في مطابقة الدفق الحسي والمائي بداخلنا.. هذا ما لمسته وأنا أتحسس نص الشاعر كنوف بأنامل مستجلية.. وعيون مطبقة على تأمل يليق بجمالياته التي يقترفها عفوا.. في النص لمست لغة جنينية تهوى النمو متفردة في وسطها الحمضي المائي.. الذي تبلله التأثرات العاطفية برفق.. والانفعالات الحسية المشبعة بحيوية البدايات.. كثيرة الفردية في سجن الفكر المغلق على نفسه.. الذي يرى أن المحاولة الكلامية ما تزال تنقصه.. وهذا الانبثاق النصي هو الذي ينشر فيه اللغة ويحول غرائزه التي ما تزال فظة وممحولة إلى شعر.. حيث تترمز الحكمة على هيئة حجر والمطبات على شاكلة تجاعيد.. وتتجلى الومضة التي تريد العبور.. فوحدها القوة المحبة للإنسانية تصنع الشاعر وتمنحه تأشيرة تطويع اللغة وتمسيد ريشها لتبلغ عاشرة سماوات المجاز.. ببلوغها مركز نموها الداخلي.. وفيما تنيرها تتوصل إلى تحقيق التحام جرح التماس مع الكينونة الشعرية.. ولك الشكر موصولا يا كنوف..