عودة إلى موضوع الدواعش الذين قتلوا ذبحا السائحتين الأوروبيتين.
منذ أمس وأنا أبحث عن تحليل ما يوضح لنا من وراء هذه الجريمة، لأنها شغل محكم كما قلت من قبل، تتبع ورصد مع سبق الإصرار، وتصوير للجريمة. الجريمة صنع داعش وبامتياز لا مراء فيه، والأمن المغربي عرف من الوهلة الأولى أن الجريمة ضربة ارهاب داعشية. ولكي نوضح الملابسات أكثر، ولإيجاد الإجابة عمن دفع بالدواعش لارتكاب هذه الجريمة، لحساب من، ومن أراد ببلدنا سوءا، تابعت الكثير الكثير من الآراء والمحللين الأمنيين والسياسيين، فوجدت تحليلا أقرب إلى المنطق، مفاده أن الجريمة كانت عملية انتقامية من المملكة المغربية ملكا، حكومة وشعبا، والهدف من هذا الانتقام هو زعزعة الأمن وإحداث بلبلة في وطننا، والإصرار على خلق مشاكل ديبلوماسية مع الدنمارك والنرويج، وزيادة على الهلع واللاإستقرار.
ماذا يقول التحليل؟
الجريمة مخطط لها مسبقا، وبأياد آثمة قبضت المال واستخدمت جهلة قتلة. لهذا على الأمن المغربي أن يكتشف من هم القابضون السماسرة، وأين يقيمون؟ هل داخل المغرب أم خارجه؟
المخ المنتقم يقول التحليل، هو أبو منشار قاتل الصحفي جمال خاشقجي، لماذا فعل ذلك يسأل المحلل؟ انتقاما من الملك رأسا والحكومة والشعب تبعا،كون الملك محمد السادس لم يرد استقبال أبا منشار رسميا أثناء زياراته التلميعية لدول المنطقة، تونس الجزائر ومصر، والتي جرت بوتيرة سريعة لامتصاص غضب دول العالم منه شخصيا ومن دولته عموما على مقتل جمال خاشقجي.
الأسباب التي جعلت الملك محمد السادس يرفض استقباله لأبي منشار، لا تعلمها سوى الدوائر العليا جدا، ولا يهمنا هذا المبحث بقدر ما يهمنا مشكل الإرهاب الذي يعشش وينام في بلادنا. الدواعش كما قلت ،في إحدى منشوراتي، أصبحوا بعد هزيمتهم وطردهم من الشرق، من العراق وسوريا حصرا، يعيدون تنظيمهم القاتل وبمنهجية جديدة، إخفاء لحاهم، أصبحوا حليقي الذقون، “مودرن”، أي مسايرين للتحضر والمظهر البرستيج إلى درجة العادي، حتى لا يكتشفوا. ثانيا، خلقوا لحركتهم دينامية العصابات، أي كل ثلاثة أو أربعة على الأكثر يكونون خلية نائمة ويقظة للقيام بأية عملية إرهابية.
لهذا كنت حذرت مرارامن أن الدواعش اليوم موجودون في العلب الليلية، في الأسواق وفي الأماكن العامة. وليست لديهم لحية كثيفة، وحتى في نقاشاتهم ابتعدوا عن التعصب والخوض في النقاشات بقوة وعنف. أي إذا صح لي أن أسمي هذا المبدأ مبدأ التقية المعروف.
لنعلم أن الدواعش محيطون بنا بكثرة في الحزام الإفريقي الذي يحد دول شمال إفريقيا، جنوب الجزائر، غرب ليبيا وشرق تونس. أما تمركزهم ففي دول إفريقية. هنا يأتي السؤال من أوجدهم هناك؟ المتابعون للموضوع يؤكدون أنهم وغالبيتهم رحلت بطائرات الماما أمريكا، لإعطائهم مشروعية الاستمرار في التحرك وتحريك الدول بما يسمى بالفوضى الخلاقة.
لهذا علينا أن نكون حذرين في الداخل والخارج من هذا النموذج الداعشي الجديد، ولنفتح أعيننا جيدا .
كان هذا المنشور مجرد استعراض لبعض التحليل وطرح بعض الرأي المجرد .