فارق لسانكَ واسمع لثغة الألمِ
إن الأنين بأرض الصمت لم يحُمِ
أشياعك العبث الممقوت في يدهم
مُديا تحوم على ما كان من قيمِ
وحلٌ تمدى على أستار كعبتنا
وفيل أبرهة وشم بكل فمِِ
يشي دما عربيا في محاجرنا
كزمزم صرخت في غفلة الأممِ
بعث ينادي ولا موتى بحضرته
كان الفراق، فراق الروح للعدمِ
قيثارة الهم لم تعزف لنا وطنا
وكل منفى هو الأوطان كالرممِ
مذابح الزمن المشؤوم نحن بها
شهادةَ الريب للعربان والعجمِ
وآخر الموكب النوّاح في دمنا
وهل تبقى بجيد العُرب بعضُ دمِ
مخنثون على أبواب مرقصهم
هزوا الخصور على أحواض منتقمِ
شدوا العقال ولا عقل يجود بهم
إلى جوار نبي، يا عقال عمِ
تطاولوا في بروج ما لهم سكنا
وكل سكناهم القينات في الظلمِ
يا آل غدر ومنشار ومذبحة
تبا لكم من ملوك العار والوصمِ
مازال تاريخنا يشقى بعهرِكمو
ويكتب الذل فيكم غير منقسمِ
من عهد فرعونَ لم يخلق لكم شبَهٌ
إلا ومنكم به بعض من التهمِ
تجاوز السحر فيكم ما انحنى لعصا
وما له خار عجل مثلما الصنمِ
خرت له أمم في ردة ولكم
قد خر عنقودُ وهم غيرُ ملتهَم
كرومه يدهم في عصرها يدُكم
تبا لكم، لرياض مثلما إرم
تبت أبو ظبيَ في غلمانها وقعت
ومجمل العرش قواد بلا حشمِ
في جدة جد نسل من أعاجمهم
ونحو طائف طافت دونما حرمِ
تنعى الحجاز الذي في الحجز مرتهن
ككعبة الله بالأغلال في عصمِ
وقبر أحمد سكين تنقبه
تبيعه قطعا للمشتري الغشمِ
أسباط آل سعود اليوم شرهم
قد جاوز الحد من ذنب ومن جُرمِ
وآل زايدَ ما ازدادوا سوى بطر
ورشفة نحو كأس الخور و الندم
طوفان نوح وأمواج الكليم لهم
كانت مآلا ونار الفرس في الختمِ
تربصت بهمُ لم يخبُ موقدها
إلا إذا التهمتهم مثل منتقمِ
مثل القضاء الذي قد حُم موعده
لهم بها ساعة تنسي ورى النعمِ
تحين منها على المضطر ساعتُهُ
يغلُّ أسطورة السرداب والهرمِ !