ألقتْ عليها السما أهدابَ زرقتِها
فأيقظتْ في الفؤادِ الهائمِ الولَهَا
كأنها حلمٌ قدْ زادَ في عمُري
يسرِي بها منذُ كانَ الجرحُ منتبهَا
فكلَّما نظرتْ عيني لصورتها
وجدتُ قلبي إلى التاريخِ متَّجِها
أطرافُها في المدَى مشكاةُ أندلسٍ
لم تنطفئْ والندى دمعٌ بوجنتِها
وكلّ غافٍ أميرٌ ها هنا نزفتْ
ذكراهُ لما رأى للمشتهى شبهًا
وكل حوراءَ مالت بالجِنانِ لها
أصلٌ تجذّر في الماضي وقال لهَا:
“قد فارقت مريم العطار أندلسا
وفاضتِ الروحٌ منْ حزنٍ أطاحَ بهَا
فلتذْكُريهَا إذا ما الليل جن بها
في ظلمة اللحد لو أن الفؤاد سها”
(شفشاونُ) الأمسِ من أحزانها تعبتْ
واليومَ تخفي بها شوقًا وإن كرِهَا
(شفشاونُ) الحبِّ يا خيطاً بأمنيتِي
يحيكُ جسراً إلى الماضي لِمنْ فقِهَا
بالأمس كانتْ وراءَ البحرِ جنَّتُها
واليومَ أضْحتْ بهذِي الأرضِ منتزهَا
تمضي إليها نفوسٌ بالهوى أُمِرتْ
فإنْ أتى الأمرُ فاطرقْ بابَ حوزتِها