ولأني أحيا مع الأسئلة كانت لي هذه النفحات معه..
ـ حدثني عن الرجل والعاطفة يا كنوف..
ـ على الرجل أن يبرز الاحترام التام لشخصية المرأة إذا أراد أن يكسب حبها. الاحترام هو المحرك الأساسي لعاطفة المرأة.
ـ حدثني عن الكتابة والكاتب الذكي يا كنوف..
ـ ليس الخيال الذي يكتب بل الروح.. لأنها هي التي تعيش الحالة وأحوالها وانفعالاتها، فابتكرت الأفكار لتبين لصاحبها ماهية الفكرة. فيلتقطها الخيال ليسبح بها في جمالية اللغة.
الكتابة هي عوالم عاشتها الروح. والمخاض الذهني وتغير المزاج الذي يسبقها ماهو إلا دليل على أنها في سفر. أما الذكاء فهو في اللغة والترتيب اللغوي.
ـ ومتى تسافر الروح يا كنوف..؟
ـ الأرواح تتجاوب عبر الأثير أو حينما ننام، لذلك الروح تسافر حين لا يكون عليها قيد الوعي المكبل بالمادية المحدودة.
ـ حثني عن الحياة والحكمة يا كنوف..
ـ الحياة مراحل، نهاية كل مرحلة تبدأ حين نقول “تعبنا”. هنا نكون قد وصلنا لحصيلة تجارب أورثتنا النضج. فإذا ما اعترضنا شيء مما سبق لا نلقي له بالا أو أهمية، لأننا نرى نهايته قبل أن يبدأ، فنكون بذلك قد وصلنا لمرحلة الإنسان العادي في انفعالاته، الذي يغلب عليه التفكر بعمق ليصل بذلك إلى مرحلة الحكمة. والحكمة الكاملة هي التمعن في كتاب الله: “وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئا”. هذه دائرة الإنسان يبدأ طفل ويعود طفلا.. الحكمة في الإنسان والعلم الكامل هو في النفس البشرية.
ـ حدثني عن الأنفس يا كنوف..
ـ الأنفس سبع درجات.. النفس الأمارة والنفس اللوامة والنفس الملهمة وهي تهذيب المعاملات والقيم، فيتدرج السالك عبر أطوار الجهاد في النفس ويربيها إلى أن يصل إلى الدرجة الرابعة والتي تسمى بالنفس المطمئنة. تليها النفس الراضية وهي للسالكين، والنفس المرضية وهي للواصلين، أي أنهم وصلوا إلى السعادة الكبرى، إذ منحهم الله هبة من عنده وتقديرا لحسن سلوكهم، فأصبحوا هم الأولياء والأصفياء والنجباء. فهم في الرضا التام وعوالم العرفان ومعرفة الله.. وصلوا إلى الحقيقة والحكمة المطلقة.. فانفعل لهم الكون والأشياء.
أهل العرفان هم طبقة خاصة تتواصل بالحكمة وتتصرف بها. ويخفون الحكمة ويخترعون السر.. فيهم الأقطاب والصالحون والأوتاد.. وهم في المطلق غير ظاهرين، ففي التعمية عنهم حكمة ربانية.
أما الدرجة السابعة فهي النفس الكاملة.. وهي نفس وحيدة وواحدة لا مثيل لها.. هي نفس محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم.