النهد الأحمر – أحمد حضراوي

0
793
خجلتْ وقالتْ خُذ جنا الرعشاتِ
وبإصبع قد قبّلتْ نظراتي
وتبسمت أخرى وأطرق رأسها
للأرض تفتح للحياء صفاتِ
من هذه الأرض العتيقة قد نما
حب يطاول رعشة الغيماتِ
وكأنه ورق الفرولة قد قنا
بشفاهك الحمراء بالقبلاتِ
والنهد يا للنهد يقبل طائعا
لفمي، ليسأل آخر اللثماتِ
في غمرة التنهيد أبعث لهفتي
وأفك أزرارا من الكلماتِ
فمعاجم الأحلام ترقد في يدي
وحضارة التأويل حبر دواتي
النهد حين خفقت في جَرْيٍ إلى
ساعاتيَ الأولى استبد بذاتي
فرحلتُ في خفقانه متوسدا
همسا ولمسا مثلما اللحظاتِ
عيناك ترتجفان خوفا من أذى
حُسادنا، ويدي عليك تجس للحلماتِ
كل الطقوس غواية وشريعة
حتى قبضتِ عليَ للإسكاتِ
القوم يا هذا وتعلم أننا 
عرب نُحبُّ فضائح الفتياتِ
القدس في كف اللقيط رهينة
أسمعتهم هتفوا بوجه غزاةِ
والبيت في يد ظالم أرأيتهم
صرخوا وقالوا لا بوجه طغاةِ
والقِبلة الأخرى رهينة فقههم
يفتي جهاد الفضِّ للبكراتِ
خذني لحضنك إن صدرك أمن
وانثر عليّ الستر في نزواتي
إن طرتُ دعني للفضاء فإنني
ما طرت قبلك في سما الرغباتِ
قبل فديتك وارتشف نهدي فقد
طال انتظاري هذه السكراتِ
صدريتي الحمراءُ أنزع ضلعها
ضريا إذا ما أوجعت خصلاتي
وأمد طهري نحو كفك يمتطي
صهوات قلبي عج بالنبضاتِ
الأحمر الوردي لون عاشق
وأنا استبحت اللون في تِشتاتي
لن تحرج الآهات حبا مثقلا
بالضم والتقبيل واللمساتِ
دعنا من الكتب القديمة قد بلت
وبلو بها قيس صريع فلاةِ
الحب ما وصل الشفاه بقبلة
بثَّ العناق كجمرة الجمرات
وأعادَ نهديَ للشموخ بلمسة
كلّي وجزئي من قديمَ لآتِ !

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here