كيف أصبحتَ هويتي..
ليس على ملامح وجهك رسم الإله
اسمي وعنواني وكلمات
جعلتني أنا هي أنا
بل هناك في عمق وجدانك تنبت الألفاظ
ليطفو رونقها سيالا من نور وضياء
من يراها يدرك أنني أنا التي بعثتك من مرقدك
من لحدٍ كان محكم الإغلاق
حطمت كل الأقفال التي صنعتَها
وتلك الشعلة التي كادت تنطفئ مددتُها بزيتي المبارك
فازداد الاحتراق، شبت نار مباركة
التهمت أحزانك فتبخرت
كان شذاها عطرا يشفى جراح عشاق
ألمّت بهم عذاباتها فارتدوا أصحاء
قلبك الدافئ موطني، عرفتُ كيف أُؤثثه
كيف أجعله بسعة كل الأوطان
حدائق من حبق، وأقحوان وجوريٌّ
بألوان مزركشة
في مشرقه الشمس ثابتة لم تغرب بعد أن أشرقت
والقمر يسكن مغربه، يتناجيان
لا تسألني كيف أتيتُ، كيف سكنتُ الفؤادَ
فأنا كما أنت لا ندري كيف أصبحتُ فيك مواطنة
كيف أصبحتُ هويّتَك، وكيف أصبحتَ هويّتي!