جَعلَْتني أُحبني
أُحِبُ ذاتي
أُحِبُ روحي والجسدْ
ذاك الذي تاه مني
لم يكن إلا وعاءً فارغا
لكنه بك امتلأْ
فأغنيتني
وها هي سنابلُ القمح
لك تنحني
ملأى بالتمني
ما أجمَلَكْ
ما أروعكَ إذْ غَنيتني
وما أروع الغناءِ إذ
أَنْطَقْتني بالتغني
كانت مسافاتٍ وأزمانٍ
تلك التي باعدتْ
ما بين أجزائي حتى
ما عدتُ أَعْرفني
جئتَ من الغيب تلملمني
شكّلتني أنثى
كأنني حواء أخرى
في رحم عينيك تخلقتْ
رأيتُني في مرآتك
ففتنتني عنّي
فهذا الذي أنا ما كان إلا أنت
فأين أنا مني
سؤاليَ هذا ما عاد يقلقني
وأنا أراني فيك قد سكنت
فما أشهاك من وطنٍ كيف يَحْتَضِني!