خلف الرسائل وجهها كالحبرِ
قد خطَّ شوق الحرف دون السطرِ
بفم تحيّر في البيان بلفظه
فمحا الكلام بقبلة من صبرِ
فتحتْ حسابا فيسبوكيّا وما
فتحت سوى قلبي لنار الجمرِ
لما أطلت منه باسم آخر
كي تستبين هويتي في النشرِ
لم أدر ما حمل الكلام لقلبها
حتى يهيم بنبضه في شعري
أو كيف يخرج من موات الحرف ما
يضفي عليه الروح بعد القبرِ
من بعد عهد تربص وتمنع
ألقت خمار الصمت أنى يغري
وأتت على خلوات نفسي حطمت
أسوارها في لحظة كالخمرِ
قالت عشقتُ الشعر حين كتبتَه
وعشقتُ نفسي فيه حدَّ الكِبر
ووجدتني أختال في أبياته
وأهيم بعد فراغ أول شطرِ
وعلى جنون الحب أرقص مثلما
رقصت جراح الصبر عبر الدهر
قالت وما نطقت ببنت شفاهها
لكنها قُبل مشت للصدر
الأُذْنُ تعشق مثلما قالوا وها
عرفت صحائفنا غرام الطهر
من أي أرض أنت قالت من هنا
وطني أنا اللغة التي لا تدري
عن موعد الحب القديم قرينة
أو عن جديد الحب ليلى غيري
من أيما زمن فلست حقيقة
وهم يغازلني ويوقظ بئري
ويقودني للغل يا امرأة عتت
في صفحة السكين يوم النحرِ
لما نأى اقترب الزمان بوصلها
ومحا مسافات بأمكر عمرِ
بيدي تلاشت مثل دفقة نسمة
وبرغبتي انطفأت كشمع الفجر
حيرانة أوقاتها وترقبي
للنطفة الخضراء لون البشر
فإذا بعثتُ سلام شوقي نحوها
ردتْ بإبهام وصمت الوزرِ
لتضِنَّ بعد تكرم فتردني
لبداية الدرب العتيق بخسر
تمضي يدي لترى ابروفايلا غيرها
فتغارُ ثم تبث أقبح عذرِ
تبكي على كتفي “افتراضا” لا تفي
بالعهد إلا إن وفَى في مكري
أحببتُها وعشقتُ كل جنونها
وأنا لموعدها أسير وأجري
هل يا تراها مثلما خمنتُ أم
هي فوطشوبٌ قد تعمد قهري
فأنا أبيتُ “الكام” أفتح رغم ما
قد كان من إصرارها في سبر
لم تبق إلا خطوة موقوتة
فيصير جهرا ما احتمى بالسارِّ !