تغطية للدورة 37 للمقهى الأدبي الأورو عربي ببروكسيل – حليمة تلي

0
1034

 ويتجدد اللقاء في المقهى الأدبي الأورو عربي ليجمع هذه الأسرة المتماسكة كالبنيان المرصوص 

والتي تسعى جاهدة من أجل تقديم الجيد الممتع.

لقد كان عرس اليوم متميزا بحضور شخصيات جديدة من مدينة وجدة  كالشاعر سامح درويش الذي أتحفنا بقصيدة أتم فيها عشقه لمحبوبته ويكون بذلك قد  ارتضى لها العشق عقيدة، 

واليزيد خرباش الذي جعل من الحيوانات عرائسا ترقص على مسرح المقهى الأدبي وكأنه ابن مقفع العصر الحديث. كل هذا نُقل إلينا بلمسات فنية وطريقة إلقاء تريح النفوس.

ولقد زاد هذا الحفل بهاء العنصر النسوي الذي كان حاضرا بقوة كعادته، فالشاعرة حبيبة مسلك أبدعت في قصيدتها الأمازيغية التي تناولت حلم كل أمازيغي في خلق قناة تلفزيونية تتحدث هذه اللهجة، و سمية صبري كعادتها أنيقة في الحضور، مبدعة في نظم قصيدتها التي لا يجوز لإنسان حساس أن يسمعها وينصرف بل ينبغي له أن يقف عندها وقفة إجلال الكم الهائل من الشعور والعاطفة الجياشة من جهة، وللصور الحسية الجميلة من جهة أخرى. 

ويستمر التنوع مع الشاعرة الوجدية عواطف عبد السلام بزجلها الذي يطرب الأسماع نظرا لتجانس كلماته التي تغنى أجمل الألحان. فشعر السيدة عواطف أرى فيه أحسن  الأغاني الشعبية الحاملة لموضوع جيد وقضية نبيلة.

وما زالت اللائحة طويلة مع الشاعر المحترم مصطفى الويسي والعضو النشيط في المقهى الأدبي، إلى جانب الشاعر أحمد حضراوي وأيضا الأستاذ والشاعر الوفي للمقهى الحاضر من هولندا يوسف الهواري، ممثل الرابطة الأوروعربية للثقافة والفن بها.

ولكي تكتمل جماليات  هذه اللوحة الفنية 

وحتى يكون الختام مسكا، يجب أن أذكر نبي الشعراء السيد يحيى الشيخ الذي يصعب علي في كثير من الأحيان تصنيفه، فهو المنشط والشاعر والمناقش، إلا أنني في هذه الدورة 37  للمقهى الأدبي الأوروعربي سأركز على دوره كشاعر.

فمن ضياع الذات في بحر بلا جزر تتقاذفه الأمواج

وحورية تمد له يد الإنقاذ والخلاص إلى ضياع آخر: 

ضياع سوريا بكل تاريخها وحرب دامت سبعة سنين (عجاف)، وما زالت، وقد لا يُرجى من ورائها أمل في السلم والحياة.

قمة في الإبداع هذه الملحمة السورية تضاف إلى الملحمة القطرية والمصرية وغيرهما من الملاحم لكثرة نكبات الوطن العربي.

ولا يمكن أن يُغلق الستار قبل أن يهدينا شاعرنا كما عودنا بشيء من القديم وهذه المرة بقصيدة كُتبت في المعتقل بالطباشير على حائط زنزانة يحرسها رجل بدين،  دَونت حكايات السجين من اليسار الى اليسار. ومرت السنين والطباشير يثور ليبوح لنا بكل الأسرار في ديوان عواصف العمر.

دام لكم الإبداع 

ودام المقهى الأدبي الاوروعربي متألقا بجميع عناصره المتكاملة التي إذا اشتكى منها عضو واحد تداعت له باقي الأعضاء.

دمتم جسدا واحدا  يجمعكم حبكم  لبعض والصدق في العمل، تحياتي لكم جميعا.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here