يا شعر سحقا ما أراك كفيلا
ما قيل وهم ليته ما قيلا
النار تغلي داخلي بل داخلي
في النار يأكل بعضه مغلولا
الشعر والشعراء زيف قولهم
لم يرجعوا مترا لنا أو ميلا
ما حيلتي هذا كلامك دائما
فصنعت مني قاتلا مقتولا
قد عيل حرفي من سواد مداده
ونشيجه وهمومه قد عيلا
تبكي دما بحروفك الثكلى على
شعب يغرغر بكرة وأصيلا
ماذا فعلتَ سوى بكاء حارق
وهل البكاء أعاد منه قتيلا
في غوطة الشام الأبية لعبة
هلَّا أراد الحائرون دليلا
أمَّا الأدلة كلها حقد نما
قد أشعلوا منه عليه فتيلا
والمرجفون الخانعون تقوقعوا
في خدرهم ذُلا أراه ذليلا
عذرا فإن الوصف فاق مشاعري
حتى غدوتُ لهوله مذهولا
هل ذاك تطهيرٌ ومحو هوية
أم ذاك تفتيش يريد أفولا
إني أرى حقا تتارا دمروا
كل الحياة بحقدهم ومغولا
وأتى المجوس بقضهم وقضيضهم
سفكوا الدماء وضللوا تضليلا
وذوو اللحى الحمراء من أهوائهم
قد أولوا التأويل والتنزيلا
هذا على حق وذلك باطل
كلٌّ يظن وينسج التحليلا
ما بدلوا شيئا وذلك زعمهم
لكنهم قد بدلوا تبديلا
لا دين يدعونا لقتل الناس لا
قرآن لا توراة لا إنجيلا
يا قوم تهنا هل هنا أحد يرى
ما لا يَرَوْن ويشعل القنديلا
وطن يجرجر في الغياهب عنوة
جيل يباد فلا يسلم جيلا
أنا لا أقول العرب قد ماتوا هنا
أو أحسنوا التكبير والتهليلا
لكنهم كغثاء سيل بل هُمُ
كبهيمة أو هم أضل سبيلا
وهمُ كأهل الكهف ثامنهم بدا
قطا يموء ويتقن التمثيلا
فدع القصيدة لن تجير حروفها
طفلا قضى بين اللظى مجهولا
أو تمنع الدانات عنا لحظة
وتصد غازا فاح أو برميلا
واخف القصيدة في ثياب رثة
كي لا يقال عليك كان نبيلا
وانع العروبة للدنا حقا وقل
بالأمس كانوا في الوجود ذيولا