مهداة إلى روح “ناجي العلي”.
*******
أنا عربي (1)
(أَنا عَرَبِيُّ يا جَحْشُ)
وَجَدّي مَنْ لَهُ الْكَبْشُ
تَنَزَّلَ مِنْ سَماً عُلْيا
فِداءً مِنْ لَدُنْ رَحْمنْ
أَنا مِنْ نَسْلِ إِسْماعيلْ
وَيَبْرَأُ مِنْكَ إِسْرائيلْ
وَإِبْراهيمُ، إِسْحقُ
وَمِنْكَ تَبَرَّأُ الْأَدْيانْ
أَنا الْعَرَبِيُّ لي الْمَجْدُ
فَإِنّا في الْوَغى أُسْدُ
وَما زِلْنا جَبابِرَةً
وَأَنْتَ مُخَنَّثٌ وَجَبانْ
أَنا الْعَرَبِيُّ لي الْفَخْرُ
وَشَعْبي دائِماً حُرُّ
يُغَرِّدُ طَيْرُنا طَرِباً
بِرَغْمِ السِّجْنِ وَالسَّجّانْ
أَنا يَحْدونِيَ الْأَمَلُ
وَمَكْتوبٌ لِيَ الْأَجَلُ
وَأَرْزاقي تُلاحِقُني
فَكَيْفَ أَخافُ مِنْ طُغْيانْ؟
(بِلادُ الْعُرْبِ أَوْطاني)
كَذا فِكْري وَإيماني
يُجَمِّعُ شَمْلَنا الشِّعْرُ
وَيَفْتَحُ بابَهُ الدّيوانْ
أَنا في الشّامِ مِصْرِيُّ
وَفي صَنْعاءَ شامِيُّ
وَفي مِصْرٍ أَنا سورِيْ
إِماراتِيُّ في السّودانْ
فِلَسْطينِيُّ في بَغْدادْ
ومن يَمَنٍ أَتى الْأَجْدادْ
وَفي الْأُرْدُنِّ قَطَرِيُّ
عُمانِيٌّ أَتى عَمّانْ
أَنا ليبِيُّ في الْمَغْرِبْ
سُعودِيٌّ وَمِنْ تَغْلِبْ
وَفي تونِسْ أَنا يَمَنِيْ
وَصومالِيُّ في لُبْنانْ
وَفي أَرْجاءِ جِيبوتي
كُوَيْتِيٌّ مِنَ الْكوتِ
وَفي جُزُرِ الْقَمَرْ، قَطَرِيْ
أَنا في الْقُدْسِ مِنْ وَهْرانْ
أَنا في الْقُدْسِ لي أُمُّ
وَفي بَغْدادَ لي عَمُّ
أَخي في الشّامِ مَنْفِيُّ
أَبي مَثْواهُ في لُبْنانْ
أَنا فَلّوجَةُ الشُّهَداءْ
ونارٌ تَحْرِقُ الْأَعْداءْ
لِأَهْلِي، الصَّحْبِ، جيراني
أَنا الْفُلُّ، أَنا الرَّيْحانْ
ولي في حِمْصَ، في مَشْهَدْ
حُسامٌ صارِمٌ مُغْمَدْ
وَإِنْ جَرَّدْتُهُ يَوْماً
سَأَطْعَنُ فِتْنَةَ الْعُمْيانْ
أَنا الْقَسّامُ في يَعْبَدْ
وَأَحْراشٌ لَها تَشْهَدْ
صُدورٌ عُزَّلٌ صَدَّتْ
جُنودَ الْبَغْيِ وَالْعُدْوانْ
أَنا الْأَقْصى، أَنا الْمَهْدُ
وَحَسّونٌ لَكُمْ يَشْدو
وَيَعْزِفُ هائِماً لَحْناً
بِحُبِّ اللهِ وَالْأَوْطانْ
أَنا الزَّيْتونُ وَالتّينُ
وَجَنَّتُنا فِلَسْطينُ
فَفيها اللَّوْزُ وَالْعِنَبُ
وَفيها النَّخْلُ وَالرُّمّانْ
أَنا لَوْزُ الرُّبى الْأَخْضَرْ
وَدَمُّ شَهيدِنا الْأَحْمَرْ
يُلَوِّنُ أَرْضَ آبائي
بِلَوْنِ شَقائِقِ النُّعْمانْ
أَنا فِرْدَوْسُنا الْمَفْقودْ
وَفِرْدَوْسٌ لَكُمْ مَوْعودْ
بَلابِلُنا لَكُمْ غَنَّتْ
وَيُطْرِبُ لَحْنُها الْآذانْ
أَنا الْحُلْمُ الّذي أَنْجَدْ
(كَزَهْرِ اللَّوْزِ أَوْ أَبْعَدْ)
أراوده لِكَيْ يَبْقى
فَكَمْ قاسَيْتُ مِنْ خذْلانْ
بِشِعْري الطَّيْرُ قَدْ غَرَّدْ
فَنَظْمي الدُّرُّ وَالْعَسْجَدْ
قَصيدي عِقْدُ حَسْناءٍ
وأَبْدَعَ حُسْنَها الْحَنّانْ
أَنا حَرْفٌ لَهُ أَلَقُ
وَيَغْبِطُ حُسْنَهُ الْحَبْقُ
بِهِ الْآياتُ قَدْ خُتِمَتْ
أنا كَالنّونِ في (الرَّحْمنْ).
******************
الظهران، 27.2.2014