كَبرِنَا أيُّهـــــا الأحـــباب حتّى
بكتْ منَّا العيونُ على الشَّبابِ
كأنَّا لـــمْ نكـــنْ نحيا بســــعدٍ
ونزهو فوقَ زهــرٍ أو ترابِ
مضى عنّي الشَّبابُ بغيرِ أمري
فعندَ اللهِ محتـــسبٌ ثــــــوابي
وراحتْ مونقاتُ العمرِ هدراً
تسيرُ بخطوهِا مثلَ السَّحـابِ
وقد حلَّ المشيبُ بــــلا نذيرٍ
ومقدمهُ رسالاتُ العـــــذابِ
وكنَّا في عيونِ الغيدِ زهـراً
يعطِّرُ طيبَهُ عنقَ الكعــــابِ
ذكرتُ طفولةٌ بالأمسِ تزهو
وأيَّاماً تلاشتْ كـــــالسَّرابِ
ويرجعنُي الحنينُ إلى زمانٍ
لبستُ بهِ رداءً للتصـــــابي
فآهٍ مِنْ شبابٍ قد تولَّـــــــى
قرأتُ عليهِ فاتحـــةَ الكتابِ