كثيرا ما تساءلت ترى ما علاقة لون النار بلون الدم، بالنور، بذلك الرمز الذي يعنون به الحب والشوق والهيام؟ لماذا لون الدم أحمر، وكذلك لون النار وهي تشتعل ويزيد أوارها وهي ذاتها إذ تمدنا بالنور أيضا؟ أنا متأكدة أن كلا منا يحمل بين ضلوعه جمرة من نار متقدة، لولاها لمات، ولما اهتدى ولما أبصر ولما أحب. وأعلم أن تلك الكتلة أو العضلة إن هي إلا مضخة للدم تمد الجسم كله بالطاقة، وأنها ليست هي ذاتها مكمن العواطف لكنها هي العضلة التي تستجيب لمشاعرنا وتتفاعل وتنفعل معها. فأين مكمن الحب إذا؟ أقول، إنه في الدماغ، في لبه، في عمق قاعه. حيث الوعي والاوعي يتشكل، فيشكل صورة لمن نحب أو نود أن نحبه ونتمنى أن يحضر أمام حواسنا، ولذا نتعرف على ذلك المحبوب بمجرد أن نراه او نسمع صوته، فهو حاضر دوما في أدمغتنا، في خيالاتنا، نُسكنه تلك الجمرة ونسكن معه. ولذا نشعر بالألفة معه بمجرد أن نتعرف عليه من بين آلاف الأشخاص، ولكن هل يحالفنا النجاح فعلا ونتعرف على من يسكننا أم أننا نظن ذلك؟ وهل يظهر في الوقت الناسب، وهل.. وهل..؟ بهذا يتشكل سراب العلاقات كما يتشكل سراب الطبيعة، والسبب أننا نركض خلف كل طيف نتصور أنه هو الحبيب الذي شكّلناه على هوانا!
أقول هذا بمناسبة ما يطلقون عليه “عيد الحب”.