المهندس ــ د. جواد يونس أبو هليل

0
698

 

(قُمْ لِلْمُهَنْدِسِ وَفِّهِ التَّبْجيلا) *** فَأَمامَهُ خَرَّ الْعَدُوُّ ذَليلا

قَدْ شادَ مَدْرَسَةً غَدا جَسَدُ الْفَتى *** فيها حُساماً ماضِياً وَصَقيلا

بِدِمائِهِ خَطَّ السَّبيلَ مُعَلِّماً *** جيلاً مِنَ الْأَفْذاذِ عَلَّمَ جيلا

لَيْسَ الَّذي لَعَنَ الظَّلامَ كَفارِسٍ *** بِدِمائِهِ قَدْ أَشْعَلَ الْقِنْديلا

لا تَحْسَبوا الْمَوْتَ الزُّؤامَ مَصيرَهُ *** لَوْ صافَحَ الْعَيّاشُ (عُزْرائيلا)

حَيٌّ شَهيدُ الْحَقِّ يُرْزَقُ هانِئاً *** حاشا شَهيداً أَنْ يَكونَ قَتيلا

قَدْ كانَ يَحْيى الْفارِسَ الْمِغْوارَ في الزَّمَنِ الْجَميلِ وَلَمْ يَكُنْ مَجْهولا

رَجُلٌ، وَقَدْ عَزَّ الرِّجالُ، وَصَحْبُهُ *** تَخِذوا الْجِهادَ شَريعَةً وَسَبيلا

إِخْوانُهُ في الِانْتِظارِ، فَإِنَّهُمْ *** ما بَدَّلوا مِنْ بَعْدِهِ تَبْديلا

كَمْ أَرْعَبوا الْمُحْتَلَّ حَتّى كادَ في *** سِرْوالِهِ خَوْفَ الْمَماتِ يَبولا!

وَلَكَمْ أَذاقوا الْمَوْتَ خَوْفاً عُصْبَةً *** عاثَتْ فَساداً في الْبِلادِ طَويلا

صَدَقوا بَديعَ الْكَوْنِ ما هُمْ عاهَدوا *** كانَ الْوَفاءُ بِعَهْدِهِمْ مَسْؤولا

لبّى نِداءَ الثَّأْرِ لِلشَّهَداءِ في *** حَرَمِ الْخَليلِ فَدَكَّ (إِسْرائيلا)

لَبّى نِداءَ الأمِّ تَطْلُبُ ثَأرَها *** مِمَّنْ بِشَعْبي أَمْعَنوا تَقْتيلا

فَأَتى بَني الْأَفْعى بِرَدٍّ عاجِلٍ *** بِالْفِعْلِ لا بِالْقَوْلِ كانَ عَجولا

من كانَ يَخْطُبُ بِالرَّصاصِ، فَقَوْلُهُ *** كَالسَّيْفِ لا يَسْتَلْزِمُ التَّحْليلا

(عَيْنٌ بِعَيْنٍ) ذي شَريعَتُكُمْ وَلَمْ *** يَظْلِمْكُمُ رَبُّ الْأَنامِ فَتيلا

اَلْقُدْسُ مِعْراجُ الْبَشيرِ وَإِنَّها *** لا تَقْبَلُ التَّهْويدَ وَالتَّدْويلا

اَلْقُدْسُ عاصِمَةُ الْجَمالِ، وَلا أَرى *** تَزْويرَ تاريخِ الْبِلادِ جَميلا

لَنْ تَقْتُلوا أَحْلامَ شَعْبٍ صامِدٍ *** وَمُرابِطٍ لا يَقْبَلُ التَّضْليلا

قَدْ آنَ إِنهاءُ احْتِلالٍ غاشِمٍ *** ما عادَ يَقْبَلُ حُلْمُنا التَّأْجيلا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مهداة إلى روح الشهيد المهندس (يحيى عياش) في ذكرى استشهاده 5.1.1996

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here