طائر خفيف الروح
على غصن الشجر يصيح
يتمايل ويتأرجح
ويتلاعب بريشه الريح
لا ندري أحزين أم فرح
فاشل أم ناجح
أيتغنّى أم يترنّح
أيهجو أم يمدح
أم الإنسان الكادح
مَن أسقط نفسيته على جسم الطائر النشيط المرح
خفيف الروح
يا صاح
إن لم يجرفك السيل إلى أعلى البحار
مع الأساطيل والسفن الكبار
يرمي بك جانبا مع الأحجار
كقش التبن وقشور الأشجار
تقفز فوقها الضفادع الصغار
وتبني بها الطيور الأوكار
وتشيد بها القنادس أوهن القناطر
انْتَقَلْتُ مِن قافية الحاء
إلى قافية الراء
بدهاء
وذكاء
وكأنني هويت من السماء
الصافية الزرقاء
رمز المحبة والوفاء
إلى الأرض الجرداء
موقع الحقد والبغضاء
ولم يبق لي إلاّ حرف الباء
لتركيب كلمة حرب
الذي ملأ غباره الفضاء
ماذا لو حذفنا الراء
من وسط حرب
وبقي فقط حُبّ
أليس ذلك أحسن وأفضل وأعذب
وصار غبار الحرب
بدله غمام وسحب
محمّل بالمطر النافع للنبات والحَبّ
وبركة ويُمْنا على النفس والقلب..