لم نكن هكذا أبدا
كنا بخارطة في الروح شاسعة كما
رؤيا نبي
بعيوعات* عذارى تتعملق في
الأعالي معلنة أزمان العناد
وكان الهدهد يغيب في أماسينا كثيرا
ولاندري أين يغدو ولم نسأله
لم نهتم يوما بمن يعبد الشمس
لم نهتم يوما بسبأ
ولم نهتم
بمن سبا
لم نهتم بعرش
ولا بصروح ممردة
كنا أغنياء عن العالم
بأشجار الزيتون والتين
وحناء كثير نخلطه بماء ينابيعنا،
نضمخ به شيب نكراننا المقدس
احتفالا
بسماوات عيون عذارانا والنجوم
التي لا تعد في لياليها
لم نكن هكذا أبدا
كنا باكتفاء ذاتي من القمح والحب
ومن الأهازيج
وكانت بيوتنا مفتوحة على السماء
وقلوبنا
وفي كل بيت كانت كرمة وقصة
حب وكثير من التهجد والبشائر
لم نكن أبدا هكذا
كنا بخارطة في الروح
شاسعة
كما رؤى الأنبياء.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* العيوعات وصلات غنائية نسائية في بلاد جبالة بالمغرب تشبه قصائد الهايكو.