بِأَيِّ عِيدٍ مِنَ الأَعْيَادِ نَحْتَفِلُ
وَمَا هُنَالِكَ لَا حُلْمٌ وَلَا أُمَلُ
وَالقُدْسُ يَمْرَحُ فِي سَاحَاتِهَا السَّفَلُ
وَالقُدْسُ يَسْرَحُ فِي أَرْجَائِهَا الهَمَلُ
وَنَحْنُ فِي الذُّلِ قَدْ غاصت شَوَارِبَنَا
وَمَا اعْتَرَى وَجْهَنَا مِنْ ذُلِّنَا خَجَلُ
وَنَحْنُ نُقْعِيْ عَلَى أَنْقَاضِ خَيْبَتِنَا
نَبُوسُ أَقْدَامَ مَنْ فِي وَجهِنَا تَفَلُوا
تَوَزَّعَتْ دَمَنَا أَسْيَافُ أُخْوَتِنَا
وَلَحْمُنَا أُتْخِمَتْ مِنْ أَكْلِهِ دُوَلُ
يَا نَفْثَةً فِيْ طَوَايَا الصَّدْرِ أَكْتُمُهَا
تَكَادُ مِنْهَا ضُلُوعُ الصَّدْرِ تَشْتَعِلُ
كُلُّ الجُفُونِ أَفَاقَتْ بَعْدَ هَجْعَتِهَا
وَجَفْنُ أُمَّتِنَا بِالنَّوْمِ مُتَّصِلُ
يَا دَمْعَةً فِي جُفُونِ الصَّبْرِ أَسْتُرُهَا
لَوْ كُنْتُ أَغْفَلُ عَنْهَا سَوْفَ تَنْهَمِلُ
قَالُوا عَهِدْنَاكَ طَوْداً لَا تُزَعْزِعُهُ
رِيحُ القُنُوطِ فَمَاذَا جَدَّ يَا رَجُلُ
فَقُلْتُ قَدْ كَانَ لِيْ أَهْلٌ أَشُدُّ بِهِمْ
أَزْرِي وَتَمْنَعُ حَوْضِي مِنْهُمُ الأَسَلُ
وَهَا أَنَا اليَوْمَ وَحْدِي لَيْسَ لِي سَنَدٌ
فَالظَّهْرُ مُنْكَشِفٌ وَالعَزْمُ مُنْخَذِلُ
تَهْوِي عَلَيَّ المُدَى مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ
مَا أَكْثَرَ الطَّعْنَ لَمَّا يَسْقُطُ الجَمَلُ
حَوْلِي ذِئَابٌ وَمِنْهَا لَيْسَ لِي هَرَبٌ
مَاذَا بِمَقْدُوُرِهِ أَنْ يَفْعَلَ الحَمَلُ
مَالِي سِوَى اللهِ مِنْ بَابٍ أَلُوذُ بِهِ
لَمَّا إِلَيْهِمْ بِوَجْهِي سُدَّتِ السُّبُلُ
وَلَيْسَ لِيْ حِيلَةٌ غَيْرَ الرِّضَاءِ بِمَا
يَقْضِي بِهِ بَعْدَ أَنْ ضَاقَتْ بِيَ الحِيَلُ