غرفتي الباردة – محمد كنوف

0
838

بيدي أسخن غرفتي الباردة،
أسخن فكرتي التي هربت من ثلاجة،
وأسخن تاريخ برتقالة يحملها نهرا
يجري من قلب جبال.
الفكرة لسيت عدمية، لكنها
تحتاج لدواء مقدس، يدعمه، فقهاء
ورهبان.
وأنا الآن في وسط القصيدة، نادم على
هذه السطور اللغوية اليابسة،
لماذا فكرت في تسخين الغرفة،
وتسخين الفكرة المجمدة،
وتسخين البرتقالة،
والنهر الذي هرب من الجبال،
وحتى الآن نادم جدا،
لأنني لن أجد دواء مقدسا ولا فقهاء
صيادلة،
ولا رهبان حكماء .
أعرف أنني سريع في قذف
الكلمات من النوافذ إلى شارع
يغطيه ثلج، ويدوسه مشردون، وغاضبون
من حبيباتهم، ونازيون، وقاتلون، ومهرجون..
من الأفضل لشاعر أن ينكمش في أريكته وحيدا،
أو أن يذهب لسوق فيه نساء وبيض ونبيذ،
سياسيون وفلاحون وحلفاء الأطلس،
وغنائيون محترفون ومتسولون،
كل شيء سيكون لائقا بالشعر والشعراء
هم فقط لا يحسنون سوى كلمات الحب وشرب
نبيذ قديم..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here