تعليقا على لقاء أحمد حضراوي بالمبدع الكفيف عزيز مكروم ببرنامج الديوان – جميلة الكجك

0
1013

“المبدع قد لا يحتاج إلى كل حواسه ليبدع”، جملة موحية ونظرة إنسانية راقية ختم بها الإعلامي الأديب الشاعر أحمد حضراوي لقاءه مع الفنان “عزيز مكروم” وبذات النظرة التي استقبله بها بأبياته الشعرية التي سبق لي التعليق عليها. ضيافة ووداع لعملاقين تحديا واقعهما، حضراوي الذي تحدى الإقصاء المتعمد من مجتمع مدعي الثقافة والمتفيقهين فيها فأصبح صاحب الديوان ومؤسس المقهى الأدبي، نواة تجمع واعد للرقي بالثقافة العربية. وعزيز مكروم الذي تحدى نظرة المجتمع إلى “فاقدي البصر” وتحدى ذاته. 


حلقة امتزجت عبارات مقدمها بشاعريته التي لا تفارق نثره، وساد فيها الإبداع في أسمى تجلياته من خلال مفارقة تكاد تكون إشكالية حقيقية لكن المبدع “مكروم” تمكن من تجاوزها باقتدار ليقول لنفسه وللآخرين أن المبدع يمكن له أن يبدع في أي مجال إن أراد فعل. الرسم بحد ذاته موهبة يصعب على المبصرين إتقانها وهذا الفنان لم يتقنها فحسب بل اخترع طريقة يتمكن “غير المبصر” أن يدركها من خلال إحساس يديه، بمعنى آخر جعله يبصر من خلال “حاسة اللمس” فهو لم يكتفِ بأن حل إشكالية تقنية الرسم وحدها، بل وأضاف إليها تقنية إبصار جديدة. 
سؤال أتمنى أن يجيبني عليه من يتربعون فوق قمم مؤسساتنا الثقافية والتربوية، أين أنتم من كل هذا الإبداع لأبنائنا، أين أنتم من هؤلاء الذين إن أعطوا فرصة ارتقوا بأمتنا إلى أعلى سلم الحضارة العالمية. هذا ما تصفونه بالمعاق يفعل كل هذا فكيف لو أنكم اعتنيتم بالمبصرين أيضا! حسرة تأكل قلوب المخلصين وتحصد آمالهم قبل أن تبدأ بالنمو حتى.
شكرا لك “حضراوي” على تقديمك لمثل هؤلاء المبدعين، ومزيدا من العطاء والتألق.

رابط الحلقة:

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here