تَأَبَّطَ شَوْقًا قَلْبُهُ وَتَسَلَّقا
نَخيلَ الْقَوافي السّامِقاتِ فَأَفْلَقا
وَما كانَ إِفْلاقُ الْقَصيدِ بَلاغَةً
وَلكِنَّما صِدْقُ الْمَشاعِرِ حَلَّقا
حَنينٌ … وَما يَدْري الْحَنينَ سِوى الَّذي
بِمَنْ أَسْرَفوا في الْهَجْرِ ظُلْماً تَعَلَّقا
فَكَمْ سَنَةٍ عَجْفاءَ مَرَّتْ عَلى الْفَتى
وَبابُ الْفُؤادِ الْغَضِّ ما زالَ مُغْلَقا
وَغَلَّقَ أَبْوابَ الْهَوى بِوَفائِهِ
وَحَتّى شَبابيكَ الصَّبابَةِ …. غَلَّقا
فَما غازَلَ الْبيضَ الْحِسانَ يَراعُهُ
وَلا شِعْرُهُ السُّمْرَ الْغَواني تَمَلَّقا
وَكَمْ مَحْبَسٍ كانَتْ تُقاسي يَراعَةٌ
دَلالُ الْغَواني ما أَزَلَّ وَأَزْلَقا
وَكانَتْ طُيورُ الْحُبِّ فيها حَبيسَةً
وَمِنْ صَدْرِهِ الشَّوْقُ الْبَلابِلَ أَطْلَقا
وَعادَ إِلى عَزْفِ الْكَمَنْجَةِ قَلْبُهُ
وكانَ الْفَتى كُلَّ الْمَعازِفِ طَلَّقا
كَتَبْتُ إِلى لَيْلى الْقَصيدَةَ عاتِباً
فَبُعْدُ شَقيقِ الرّوحِ قَلْبِيَ أَقْلَقا
وما كانَ ذَنْبي أَنْ تَمَنَّتْهُ أَبْيَضاً
وَكانَ حِصاني في الْمَعامِعِ أَبْلَقا
عَلى حُبِّها أَشْهَدْتُ رَبّي بِذي طُوى
وَطَيْبَةَ وَالْقُدْسِ الشَّريفِ وَجِلَّقا
شَآمِيَّةٌ ما في الْكَواعِبِ مِثْلُها
بِوَجْهٍ إِذا حَلَّ الظَّلامُ تَأَلَّقا
صَعِدْتُ نَخيلَ الْحُبِّ لَمّا رَأَيْتُها
وَلَمّا أَزَلْ فَوْقَ النَّخيلِ مُعَلَّقا