مضت سبعٌ __ الشاعرة كوكب دياب

0
77

مـضَـتْ سَـبْـعٌ عـلى دَمعاتِ عَيني
فــأيــنــكِ أنــتِ يــا أمّـي وأيـنـي

أنــا مــا زلـتُ أبـعـدُ عـن سـمـائـي
لأدنــوَ مِــن ســمـائـكِ خُـطـوَتَـيـنِ

كــمــا طــفـلٍ يـفـتّـشُ عـن ذَويـهِ
ويــبــحَــثُ خــائـفًـا عـن وَالِـدَيـنِ

ويـــصــرخُ: أيــن أمّــي! آهِ أمــي!
ويــرجِــعُ حــامـلاً خُـفَّـيْ حُـنَـيـنِ

أفــتّـشُ عَـنـكِ أجـمـلَ ذِكـريـاتـي
فـتَـرجِـع حَـسـرتـي فـي حَسرتينِ

وأبــكــي ثــمّ أبــكــي ثــمّ أبـكـي
بُــكـاءَ سـكـيـنـةٍ فـقْـدَ الـحُـسـيـنِ

تَـعـالـي وارفَـعـي عـنّـي شُـجوني
وَوَاسـيـنـي بـلـمـسـتِـكِ الـلُّـجَـيـنِ

مَـضَـتْ سَـبـعٌ ولـمّـا يَـمْضِ حُزني
كــأنّ الــحُــزنَ مُـحـتـلُّ الـبُـطـيـنِ

ألا يــا روحَ روحــي أســعـفـيـنـي
فـقـد نَـضَـبـتْ دمـوعُ الـمُـقـلَـتَـينِ

وَجَـفّ الـقـلـبُ واحترقتْ عروقي
ومــاتَ الــوردُ فـوق الـوَجـنـتَـيـنِ

فــهـا أنـتِ الـتـي مـا كـنـتِ يـومًـا
سِـوى نـبـضـي.. رحَلتِ بغمضَتينِ

وذاكَ أخــي وَفَــى بــالــوَعــدِ بِـرًّا
وعــادَ إلــيـكِ مَـبـسـوطَ الـيَـديـنِ

ونـفْـسُ أبــي تَـئِـنُّ بــلا انـقـطــاعٍ
ومُــهـجـتُـهُ تــســيـلُ بـدمـعَـتـيـنِ

وَلَــمْ يَــتَــسَـنَّ لـي أن أفـتَـدِيـكـم
ومــا أَوفَــيْــتُــكــم حَـقًّـا بِـدَيْـنِـي

حَــيــاتــي كُــلُّــهــا رَهْــنٌ لَـدَيـكـم
فـكـيـفَ أفـكّـهـا مـن بَـعـدِ بَـيـنِ؟!

فــكــيـفَ أُريـكِ يـا أمّـي حَـيـاتـي
وَضَــمّ الـقـبـرُ مـنّـي مُـهـجَـتَـيـنِ؟

وعُــمـري كـانَ بـيـنَـكـمـا سـعـيـدًا
ويـمـضـي الـعـمـرُ ذاك بِـلَـحظتَينِ

وكــنـتِ مَـعـي أراكِ بـكـلِّ غـمـضٍ
ويُــذْكــي لَــوعَــتــي ألّا تَــرَيْــنـي

وَلــي مِــن ذِكــرَيـاتِـكِ ألـفُ رَسـمٍ
تُــطــالــعُــنـي فـأقـرَأهـا بِـعَـيـنـي

هــنــا أمّــي تُــوَطّــدُ فِــيَّ عُــمـرًا
لــتــتــركَ عُــمــرَهـا بِـدَقـيـقَـتَـيـنِ

هــنـا كـانـت تـضـمّـدُ فـيَّ جُـرحًـا
وتـطـبـعُ فـوق جـرحـي قُـبـلـتـينِ

هـــنـــا ذاقـــتْ مِـــن الأيــام مُــرًّا
لــتُــبــلِــغَـنـي مَـذاقَ الـحَـلْـوَيَـيـنِ

نــعــمْ يــا أمِّ لــن أنــســاكِ يــومًـا
وقــد عـانـيـتِ كِـلـتَـا الـغُـربَـتـيـنِ

ولــن أنــسَــى عَــذابَــكِ كـلَّ يَـومٍ
لـكـي تَـحْـظَـيْ بإحدى الحُسْنَيَينِ

أعــانــي مــا تُــعــانـيـنَ الـتِـيـاعًـا
كـأنّ الـروحَ كـانـت فـي اثـنَـتَـيـنِ

فـأنـتِ أنـا… فـكـيـفَ رحلتُ عنّي
وحـالَ الـمـوتُ مـا بـيني وبيني؟!

رضــيـتُ بـحُـكـمِ ربّـي غـيـرَ أنّـي
افــتــقَــدتُــكِ جــنّـةً لـيَ مـرّتَـيـنِ

رحـيـلُ أخـي وفَـقْـدُكِ، أنـتِ، أمّي
أضــاعـا مِـن كـيـانـي الأصـغَـرَيـنِ

أيُــعْــقَـلُ أن يُـعـوِّضَ مِـنـكِ رَسـمٌ
فـأرفـعَ فـوقَ رأسـي صـورتـيـنِ؟!

أيَــكــفــي أن أزورَ أخـي بـنَـومِـي
مِنَ انْ ألقاهُ صَحوًا نُصْبَ عَيني؟!

فـــــــــلا واللهِ! مــا لــكـمـا بـديـلٌ
ولــو طــال الــزمــان لِــكَــرَّتَــيــنِ

عَـــزائـــي أنَّ خــالــقَــنــا كــريــمٌ
يُــعِــدُّ لِــمــنْ حَــبــاهُ جَـنّـتَـــيـنِ!

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here