أدمنتُ أني وردةٌ من ماءِ
وفراشةٌ تلهو بغير فضاءِ
بوّابةٌ للريح يأمن وِردها
من جرّحته مخالب الأنواء
جلّادةٌ للشوق يسكن نبضها
قرع الطبول بليلةٍ ليلاء
في نظرةٍ للّيث تقبع سطوتي
ويسافر الزيتون في أجزائي
والقلب ملء العين يغفو عاصياً
ويفيق جبريلاً بغار حراء
من تربة الشفتين تُزهر ضحكتي
وتفيض بالغيم الحزين سمائي
سربٌ من الغربان يؤنس وحدتي
ويرمّمُ الّلبلاب شرخَ إنائي
إنّي أنا ضدّان نصفي ماردٌ
وبقيّتي ضعفٌ يحيك شقائي
أعدو على رمحين منذ حماقتي
فتصيح في عرض الطريق دمائي
وأشيح قلبي عن يقينٍ مسّني
وأطيح في بئر الظنون دلائي
تهفو إلى ألق التوهّج مهرتي
عبثاً يشقّ صهيلها أنحائي
أُغوي عيون الحلم علّ غروره
يذوي أمام طهارة الإغواء
فيكفّ عن صلفٍ يطوّق حصنه
ويطلّ بعض الشيء من علياء
قالوا بأنّ الموت وحّد بيننا
فتعادل الكرماءُ بالبسطاء
وأراه قد فاق الحياة بظلمه
علياؤه حكرٌ على النبلاء
سيظلّ بعد الموت حلمي جائرا
أشلاؤه تسمو على أشلائي
لكنني إن ملتُ أرفض أنحني
فأنا الشموخ وعزّة الأمراء
ما كلُّ من ملك الجناح بطائرٍ
لا يستوي الخفّاش بالعنقاء
إنّي وإن سقطت حروفي أرتقي
فالرّيم جبارٌ بغير الراء
حسبي وأني ضلع نسرٍ شاهقٍ
وكفى النسور فخامة الأسماء