من أين سأبدأ الحديث وأنا أقدم على التحدث عن رجل له من الطلاقة والفطنة ما يؤهله ليكون دبابة بكل ما تحمل الكلمة من معنى !
رجل مركب في تفكيره، شديد الذكاء والفطنة، ويستحق أن ألقبه بالفهيم ..
هو ليس من النوع السهل أن تطوعه، فهو يؤسس قناعاته بشكل مستقل .. ( ذكي وخطير وفهيم، يفهمها وهي في السماء ).
الرجل هذه الأيام يجوب المغرب شمالا وجنوبا بشكل معجز، ما قطعه من طريق في هذه المدة القصيرة كبير جدا.. مرهق جسديا ونفسيا، لكن الرجل قوي صبور، بل مستمتع ومندفع .
الرجل قبل زيارته للمغرب خلق ضجة كبيرة في المغرب والجزائر ..
لا أنكر انه داهية ” عربية ” نادرة التواجد، استطاع بدهائه أن يصنع له موقعا كبيرا في مشهد إعلام الوسائط التواصلية، مستغلا الصراع الجزائري المغربي، هو من القلائل الذين استطاعوا اختراق السور المغربي الصلب.. فليس كل من هب ودب يستطيع التأثير في وعلى عموم المغاربة .. خاصة من الأجانب ويستميلهم..
استطاع بذكائه الشديد وقدرته على فهم العقلية الجزائرية ومقارنتها مع المغربية، وفهم التركيبة النفسية والذهنية الجزائرية أن يكون مؤلما ومؤثرا.. وهذا مكمن تقبله مغربيا..
استطاع بفطنته أن يتعرف على ميكانيزمات البروباغندا الجزائرية ويفككها، بل وينسفها ويجعلها مدخلا جيدا لدخول المغرب والمجتمع المغربي، عبر بوابة مغربية الصحراء، والتراث المغربي، والتاريخ المغربي ..
أستطيع أن أجزم أنه أكثر من فكك أطروحات النظام الجزائري في صراعه مع المغرب، ومن تمكن من ضربها ووضعها في موقع الدفاع وموقع الضعف ..
لعقود كانت للبروباغندا الجزائرية، وكل الكليشيهات التي تنتمي لها القوة والصولة الإعلامية، والتعبوية الضارة بمواقف المغرب وأطروحاته ..
مع ظهور الإنترنيت بدأ العديد من المغاربة إظهار الصوت المغربي، ثم فرضه بشكل أخرج شنقريحة ومن معه عن طورهم.. بدأنا نلمس التدمر الجزائري، وتهافت أطروحته، وقدرة المغاربة على الرد والدفاع عن أطروحات المغرب ..
أسعد الشرعي استثمر في الصراع الجزائري المغربي بذكاء هائل، دخله من خلال إنصافه لكثير من طروحات المغرب ..
جولته في المغرب هذه الأيام تحضى بمتابعة منقطعة النظير، لم يسبقه في شكلها ومضمونها وقوتها وقيمتها أحد قبله ..
ترفع له القبعة مغربيا، فهو استطاع أن يقرن إنصافه الكلامي بدعمه بالصورة والواقع ..
الرجل خرج من المواقع إلى الواقع، ليكون لكلامه في المواقع المصداقية والدعم من حقيقة الواقع ..
زار الصحراء، وبها ضرب كثيرا من ترهات البوليزاريو والجزائر، وزار مراكش وفاس ليتحدث عن الإرث المغربي، والتراث المغربي، وزار طنجة والرباط وإيفران ليتحدث عن البنية التحتية المغربية، وما ينجز في بلد ليس فيه بترول ولا غاز..
جولته دبابة ناسفة لكليشيهات أطراف خارجية وداخلية..
شكل جولته تتماهى مع خطاب المخزن المغربي، الذي أصبح اليوم أكبر مدافع عن مصالح المغرب التاريخية والإرثية والاقتصادية ..
هل نجح المغرب في تسويق تصوره وصورته مع جولة أسعد الشرعي ؟
– نعم ..
هل نثق ألا ينقلب أسعد الشرعي بعد عودته لإنجلترا ؟
لا شيء مضمون مع هذا الرجل ، لكنه صعب أن يناقض ذاته بشكل فج..
هو يحاول أن يحافظ على استقلاليته وحريته في طرح قناعاته، وهذا حقه، ونحن المغاربة أيضا من حقنا أن نستفيد من كل من يملك أن يظهر أحقيتها في الصحراء، و يظهر صورة معقولة متوازنة للمغرب العريق الأصيل…
على أيّ الرجل ظاهرة حقيقية ..
تتبعت أغلب تنقلاته بالمغرب، وأجدها جيدة منصفة مبرزة لمغرب عريق حي..