صمتٌ يلفُ المكانَ
نظراتٌ تتفحصُ الوجوهَ
نظرَ إليها وابتسم
فتنهدت من الأعماقِ
وسألتهُ من أنتَ؛؟؟
أشار بسبابتهِ للبحرِ
فابتسمت لهُ وقالت
هل أنتَ البحرُ حقّاً؟؟
أومأ برأسهِ مرةً أخرى
وقال نعم أنا البحرُ..
تفحصتهُ من جديدٍ
وهي مذهولةٌ
وتمتمت بصوتٍ خافتٍ
إذا كان هو البحرُ
فمن أكونُ أنا الآن ؟
همساتٌ تأتي من بعيدٍ
أنتِ ذاكرةُ الطفولةِ
على شواطئ الرحيلِ
وطفلةُ الموانئِ البعيدةِ
ولؤلؤةُ المنافيِ المنسيةُ
فتسمرت في المكانِ
لتهربَ من مقلتيها دمعةٌ
تلامسُ الحنين الأزلي
هي لا تعرفُ المكانَ
ولا الأسماءَ والعناوين
لكنها تحفظُ أزقةَ المخيم
وتعرفُ عددَ الحفرِ
في شوارعِ الحلمِ العربي
تداعبها نسمةٌ ناعسةٌ
تستريحُ بينَ رمشيها
فتصحو من غفوتها
ويتكررُ السؤالُ ثانيةً
وهل ينامُ البحرُ ليلاً ؟؟
قال لها البحرُ لا ينام
هو يحملنا على كتفيهِ
يبحثُ لنا عن وطنٍ
بين غاباتِ السنديانِ
وحدائقِ الياسمين
تقولُ لهُ بصوتٍ حزينٍ
وهل للميتين وطن؟؟
ولم لا يرتاحُ البحرُ قليلاً؟؟
على شواطئِ الذكرياتِ
ألم يتعبهُ ضجيجُ الأمواجِ
وصراخُ بعضِ الموتى
ألم تربكهُ مراكبُ الصيدِ ؟؟
وأشرعةُ السفنِ المهترئةِ
لم لا يأخذُ قيلولةً صغيرةً ؟؟
أو إجازةً بضعِ ساعاتٍ
ويستلقي على الشاطئِ
يجمعُ بعضَ الأصدافِ
ويجعلها طريقاً للعائدين
أو ألعاباً لفقراءِ المخيمِ
يذيلها باسمهِ وميلادهِ
وموطنِ جدهِ الأصلي
واستيقظتْ من حُلمها
وهي تقولُ ألستَ البحرَ؟؟
عد بنا فقد سئمنا الانتظار
وتعبنا من صقيعِ المنافي