ما بالي أخشي هذا الغريب القادم إلي؛ أشعر بشيء يسري في جسدي؛ يقترب مني؛ يضع يده علي كتفي؛ يخيل إلي أنه آت ليضمني إليه!!
أكثر ما أخشاه هو اقترابه مني؛ أشعر بشيء غريب غير عادي؛ ولكن لا يمكنني التنبؤ به!!
إنـه شيء يكاد أن يكون مخيفاً.. يكاد أن يكون مفرحا.. تختلط أفكاري.. هل يقترب مني؟!
يجتاحني شعور بالسعادة وذلك القادم من بعيد آت في اتجاهي..
أخشي أن يخذلني إحساسي.. أن أكون متوهمة لقدومه إلي.. ليته يكون قادما نحـوي.. ليته.. ليته!!
ما وجدت في حياتي لهفة كلهفتي علي ذلك القادم من بعيد.
ما له يتباطأ هكذا؟!
خيِّل لي لو أنني تنازلت عن كبريائي وأسرعت الخُطى إليه لأُشعره أنني أنتظر قدومه !!
يا إلهي، عوَّدتنا من الموت أهون من تلك الخطوات المتثاقلة التي أخطوها نحوه !!
الحظ السعيد ليس بحظي!!
تسري بجسدي موجة من القلق.. يعتريني شعور بالإثارة يستولي علي رعب شديد!!
ماذا لو وجدت نفسي أمامه بكل ارتباكي هذا؟!
وماذا أنا فاعلة؟! أتـُراني أستطيع التحدث معه ؟! تراني قادرة على مجاراته في حوار؟!
أخشى ما أخشاه أن أبتعد وأن أتركه يجر معه خيبات الأمل راحلاً بلا عودة!!
اليوم هو سعادتي.. اقتربت.. اقتربت!!
- ها أنا انتظرتك كثيراً !!
- لا أستطيع لملمة نفسي! أنا أراك أمامي واقعاً لا حلماً!!
- أجل حبيبتي !؛أنا واقعك المُقبل !!
ما بال كلمته أحدثت ضجيجاً في صدري؟!
شيء غامض انقبض في نفسي!!
- أنت لي ؟! يا إلهي! لقد أخذتني بكل عفوية إلى داخل حدودك!!
تركت أحزاني تتناثر هنا وهناك.. ما عادت بي من رغبة في العيش بها.. ما عادت لي رغبة في الجري وراء أحلام ضباب أولى لها أن تتناثر هنا وهناك من أن أحيا بها!!
لقد التقيت بك !!