” محمد صلى الله عليه وسلم ” :
…
كفّاكَ كي يدركوا الأشياءَ أنوارُ
وصوتُكَ الدارُ لمّا شطّتِ الدارُ
أبقيتَ منكَ هنا في الأرضِ كم حَمَلَتْ
آثارُكَ البيضُ من تاهوا ومن حاروا
تتبّعوكَ سحاباً في دواخلِهم
إذا همى تشكرُ الإنسانَ أشجارُ
كمِ اغْترفناكَ صوتاً فوق مئذنةٍ
هو الأمانُ لنا والأهلُ والغارُ
وكم نفضْنا غبارَ اليأسِ من دمِنا
لمّا ذكرناكَ والعشّاقُ ذُكّارُ
***
كم هجرةٍ سوفَ نحصي قبل موعدِنا
وكمْ ستنشفُ بالأشواقِ أنهارُ
إنّا وصلنا وراءَ الشوق ِ أغنيةً
أنغامُها نبضُ مشتاقينَ قد ساروا
لم يحرقِ الشوقُ من تاقوا لأحمدِنا
لأنّهُ الماءُ والعيشُ الذي اختاروا
اللاجئونَ إلى ظلٍّ يطمئنهمُ
والراحلونَ فطيّارٌ وبحّارُ
***
جوعُ الرسائلِ في أحداقهم أبداً
وفي كفوفهمِ الدعواتُ أبكارُ
يلوّحون إذا لاحتْ لهم صورٌ
تطوفُ فيها يماماتٌ وأزهارُ
هذا عزاؤهمُ في الحبّ ظلّلهمْ
وعدٌ صدوقٌ لمن نادوكَ جبّارُ
بأنّه المرءُ يوم الحشرِ مجتمعٌ
مع الحبيبِ فلا سورٌ وأستارُ
***
سيقطفون زهورَ العمرِ تفديةً
لتبدأ الآنَ لو فدّوكَ أعمارُ
وبعضُهم حاسدٌ بعضاً لرؤيتهم
بالحُلْم أحمدَ لا تعجبْ إذا غاروا
إذا أحبّوكَ فوق الوالدين فما
عقّوا ولكنّهمْ بالحبّ أبرارُ
لنْ يُمّحى لونُ دمعاتٍ لهم هطلتْ
ولن يُلاموا إذا صاروا كما صاروا
لأنّ دمعهمُ في أحمدٍ شرفٌ
وليسَ في حبّهم خيرَ الورى عارُ
***
لم يقرأوا مصحفاً إلا وفي يدِهم
غيثٌ يحيلُ إلى معناكِ مدْرارُ
لذاكَ تستقبلُ الورْداتُ لحنَهمُ
ويقفزُ العطرُ بالألحانِ لو طاروا
تنجو الدروب إذا باركتَ ترْبتَها
فكم تمنّتكَ أمتارٌ وأشبارُ
وكم تنفّسَ مولودُ الهواء إذا
ألغتْ أياديكَ أوهاماً لمن جاروا
وكم تنبأتَ لم تنكرْكَ أوديةٌ
ولم تعاندْكَ أطوادٌ وأحجارُ
نعمَ القصائدُ تأتي قبلَ شاعرِها
حتّى تقبّلَ من نهواهُ أشعارُ
لهُ تسيرُ أساطيلُ الهوى طرباً
بها تقدّمَ رُحّالٌ و زُوّارُ
وأنتَ ملجأُ أطفالٍ وقد هرَموا
بهم تدورُ الأماني حيثما داروا
***
لأنّكَ الوجهةُ الأعلى تطالبُنا
كلُّ الجهاتِ صعوداً أيّها الجارُ
لأنّكَ السيرةُ الأحلى قدِ اختزَلَتْ
هذي العلومَ وشعّتْ منكَ أفكارُ
لأنّكَ الماءُ مهما حرّفوكَ فلنْ
يختلَّ معناكَ إن يرضوا وإن ثاروا
***
من أبغضوكَ على وهمٍ أضلّ بهم
فلا يرونكَ ما للبغضِ إبصارُ
هم حاصروكَ بُعيدَ الموتِ ما علموا
أنْ حوصروا بكَ أنتَ الماءُ والنارُ
#ظميان_غدير