” العيون التي رأيت ” :
العيون المغربية أو واحة السلام كما أحببت تسميتها، مدينة في الصحراء المغربية ولكن جمالها ورونقها وطيبة ساكنتها ونقاوة شوارعها وأزقتها جعلتني منبهرا مُعجبا بها.
رحلتي لمدينة العيون رغم أنها كانت رحلة عملية بحتة ضمن مشروع التنسيقية المغاربية إلا أن السياسة لم تخلُ من السياحة التي عرفناها وعهدناها عند أشقائنا في المغرب الجميل، كانت العيون مدينة هادئة كهدوء أهلها ولكنها تسرُّ الناظرين من خلال عمرانها وبناها التحتية، فلا يمكنني أن لا أتحدث عن تلك المساحات الخضراء الكثيرة جدا في مدينة العيون ولا الطرقات المهيئة وفق المقاييس العالمية وكذلك المناطق الترفيهية والرياضية والمستشفيات والمدارس وهلم جرا.
في مدينة العيون مزيج بين الأصالة والمعاصرة، خليط بين بداوتنا النقية ومدنيتنا التقيّةِ، في مدينة العيون وجدت رجال علم وفكر قلَّ نظيرهم، وجدت حفاوة الكبار وهمم الجبال، وجدت الطيبة والحضارة، وجدت المروءة والكرم، وجدت ما افتقدته في غربتي طيلة مدة غيابي في نيوزلندا، وجدت حنين الحجاز وأهلي في المملكة العربية السعودية.
أعتقد جازما أن الصراعات المفتعلة في مناطقنا لا يمكن إدراجها إلا ضمن مخططات الأعداء، الذين يبقى همهم الوحيد كسر الوحدة العربية، واللحمة الشعبية بين التاريخ والمستقبل الواحد.
ما يزال البعض يحاول تقسيم أراضي المسلمين بحجج واهية وحركات انفصالية بالية، ومخططات معادية للعقل والدين والوطن، يحاولون تقسيم الأوطان خدمة للقوى المارقة الحاقدة، ولكن أحلام البعض لا يمكن تفعيلها واقعيا مادامت الشعوب مدافعة عن أوطانها، منافحة عن شرعية من يحكمها، مواجهة لمخططات أعدائها.
العيون المغربية ستبقى ذكرى جميلة لا يمكن نسيانها ولا حتى تجاوز ذكرياتها، فهي مدينة الجمال والهدوء والعلم والفكر، ولنا لقاء وأنشطة مقبلة، وما ذلك على الله بعزيز والسلام عليكم.
_____________________
* الشريف فاضل بن حسين بن علي، رئيس المركز العربي للعلاقات الدولية وسفير السلام لدول الباسفيك.