بائعة الغاز وأشياء أخرى !!! __ ذ. نبيل هرباز

0
106

“بائعة الغاز وأشياء أخرى!!!” :

   بما أنه تربطني بالفنان بابا حميد معرفة شخصية تمتد لعشرات السنين، ،فقد تعلمت قليلا كيف أقرأ لغة ريشته، عندما تخط رسوماتها الكاريكاتورية التي تحمل أفكارا تتخطى ما تنقله مجرد قراءة سطحية للصورة، وبينما كنت أتصفح الهاتف اليوم، أثار انتباهي رسما لبائعة الغاز وأشياء أخرى.

 

لذا قررت مشاركتكم تحليله، لعلي أوفق في ذلك، …. من يرى رسمة بائعة الغاز وأشياء أخرى، وينظر إليها نظرة سطحية سيقول بأن الفنان رسم صورة لبائعة هوى جزائرية مسنة لكنها تتصابى، وتلبس زي تعاطي الفساد الذي لا يتماشى مع من هن في سنها، ورغم محاولتها اليائسة لتجميل وجهها القبيح باستعمال المكياج، لم تنجح في إصلاح ما أفسده الزمن، وأن كتابة الرسام لكلمة بائعة الغاز وأشياء أخرى، يقصد بها بائعة الهوى، وإن صرح بذلك على استحياء منه، وهناك أكسسوارات التي تؤكد ذلك، كوجود العازل الطبي على الأرض، الذي هو من أدوات تعاطي الفساد، والعصا التي تضرب بها بعض بائعات الهوى زبناءهن من الشواذ، والسكاتة التي لا نعلم لماذا أقحمت في الرسمة !؟ ، وهذا كل ما سيستنتجه أي مشاهد عادي لرسمة بابا حميد.

 

لكن قراءتي المتواضعة للرسمة، والتي أرجو من الله أن أوفق فيها، تقول أن الفنان يريد أن يقول عبرها : ” اُنظروا، هذه هي الجزائر الجديدة، التي على رأسها تبون، اُنظروا كيف تُدار من قبل رأس هرم الدولة، أي أن الرئيس تبون رجل كبير في السن، لكنه لا زال يتصابى في سياسته، وعوض أن يلتفت لخدمة الجزائر والجزائريين التي هي واجبه الدستوري الأسمى، والعمل على إصلاح البلاد وتنميتها، ورعاية مصالحها، وشؤونها بالشكل المطلوب واللائق، يقوم بإدخالها في متاهات وصراعات جانبية وصبيانيه لا طائل من ورائها غير جلب الكوارث، خصوصا مع جاره المغرب، ورغم قبح صورته على رأس البلاد ، إلا أنه يحاول جاهدا استعمال المكياج لتجميل قبيح سياسته، وتلميع أوامر أسياده ، على الرغم من أنه يعلم علم اليقين، أن وضع البلاد في تدهور بشكل كارثي ومستمر .

 

أما الجدار المتآكل الهش، الذي تتكئ على صلابته الجزائر، فهو يرمز لحالة بنية الدولة المزرية والمتهالكة التي تقف عليها، والتي تحتاج إلى إصلاح في كل شيء، وتظهر من خلال الصورة هشاشتها البارزة للعيان، رغم قيام تبون بمناورات وحركات إغراء رفع الرجل، أمام أعين كل متتبع، لإلهائه بمفاتن جزائره الجديدة (التي يظهر أنها أصبحت خارج الصلاحية ولا تفتن أحدا)، ولتشتيت انتباهه عن الانتباه لحقيقة الوضع، الذي عليه واقع الحال”.

 

أما فوق الأرض، فقد تعمد بابا حميد إبراز لوازم اشتغال الجزائر الجديدة، التي هي سكاتة المبادئ التي تعمد صباغتها باللون الأزرق، والتي تستعمل لإقناع وإسكات بوصبع الأزرق بخطابات المبادئ، والوعود الكاذبة، والعازل الطبي لمن تغريه الجزائر على حالتها، وتهبه نفسها وخيراتها ليقضي وطره منها، عن طريق نهب المال، وقضاء المصالح، كما تفعل مع ضباطها العساكر، ومحيطهم، الذين يتناوبون على قضاء حاجتهم منها، وكذلك مسؤولي الجمهورية الوهمية الذين يعيشون في خيراتها، أو بعض الدول التي تشتري الجزائر ذممها في اتخاذ مواقف، ونهج سياسات تناسب أطماع النظام الجزائري، والذي قد يكون غازا بأثمنة رخيصة مغرية، أو من خلال الأموال، ولا ننسى أن نذكر من بين أصحاب من يقضون الوطر أيضا، تلك الجمعيات واللوبيات التي تأخذ نصيبها على شكل دعم، ومساهمات وهبات سخية، لتدافع عن تقرير مصير الشعب الصحراوي، وتساهم في تردي وتحقير مصير الشعب الجزائري.

 

أما العصا (الزرواطة) فهي أيضا وسيلة عمل وتعامل للجزائر الجديدة، تستخدم مع كل مواطن أراد أن يحتج، أو أن يتظاهر، أو يرفع صوته ليحاسب، أوينتقد، أو يطالب بتغيير الجزائر الجديدة، بعدما اكتشف أنها حتى وهي بمكياج تبون، فقد ظلت قبيحة، وظل واقعها مزريا، ولن تستطيع أن تخفي عيوبه كل مكياجات العالم، مهما تطورت مختبرات صنعها %.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here