حبة الدواء.. والتقاط الأنفاس الأخيرة.! __ ذ. حمزة الشوابكة

0
53

 

“حبة الدواء.. والتقاط الأنفاس الأخيرة.!” :

 

عندما نشعر بألم في الرأس؛ نتناول دواء لعلاج ألم الرأس ، وعندما نشعر بضيق نفسي، نخرج لاستنشاق شيء من الهواء الطلق؛ بعيداً عن الناس، ولكن عندما نشعر بألم أو مرض، ونتناول دواء مسكناً دون أن نتناول معه دواء معالجاً، يحصل أن يذهب الألم سويعات قليلة ثم يعود! فهل إذا كان عندنا ألم في الأسنان؛ هل نتناول له دواء مرض القلب أو الأعصاب؟ قطعاً لا! وكذلك أمور حياتنا، لا يمكن أن ننتظر علاجا أو حلاً في قضية طلاق أو ميراث من داعية أو مقدم برامج، وكذلك لا يمكن أن نراجع طبيب باطنية في حال حدوث كسر في اليد أو القدم.
ومما سبق؛ نصل إلى أن من لم يكن أهلاً لتقديم حلول في قضية معينة – وإن كان مصيباً في بعض الأحيان -؛ يكون بمثابة الدواء المسكن للألم، أو إبرة التخدير وما شابهها، فقد يكون الواحد منا يحتضر ويلتقط أنفاسه الأخيرة، وهو يظن أنه على أحسن حال، بسبب المسكنات التي يبثها أناس كل همهم أن تبقى الأمة مريضة ولا تشعر بمرضها! فبذلك لن تشعر الأمة بألمها ومرضها إلا بقطع إمدادات أعدائها عنها، وخاصة المسكنات الفكرية والتربوية، وأكثر المسكنات التي تُروج –للأسف- مسكنات للعقول، ما يجعل الكثيرين يذهبون إلى استخدام القلوب في التفكير بدلاً من العقول، ما يسهل على أعداء الأمة ترويج أفكارهم، مغلفة بأسهل وأقصر الطرق؛ ألا وهي العواطف الدينية والإنسانية، فصارت غالبية الأمة أمة عاطفية التفكير، ما يجعلها أمة تائهة، أمة لا تحسن اتخاذ القرار وإبداء الرأي، الأمر الذي ساعد أعداء الأمة على تطبيق أجنداتها المسمومة الملوثة فكرياً وعقدياً، وأكثر من يتعاطى هذه المسكنات؛ من يتربع في قلوبهم الفكر الثوري الجهادي، لقناعتهم بأن الذي يؤخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة، ما سهّل على أعداء أمتنا استخدامهم لخدمة مصالحهم، ملبين رغباتهم وشهواتهم، فحذار ممن يلوحون بشعارات قرآنية ونبوية، لأنهم يدركون أن الأمة باتت نقطة ضعفها، تصديق كل ما يُنسب إلى الله ورسوله – وإن كان كذبا على الله ورسوله-، لماذا؟! لأننا أصبحنا أمة تقرأ وتنقل دون أن تبحث في صحة ما تقرأ، ما جعل الأمر أسهل بكثير على أعداء الأمة، حتى صرنا إلى ما نحن فيه الآن، والقادم أعظم؛ إن بقينا على ما نحن عليه، فجسد الأمة يتألم، وقد يكون ألمه من مرض صغير في أحد أطرافه، لكن الجسد إذا مرض فيه عضو، اشتكى سائر الجسد لشكواه، فمرضنا هو بُعدنا عن الله وورثة أنبيائه، حتى أصبحنا نأخذ بقول داعية، بحجة أنه مشهور ومعروف اسماً، ونترك ما يقوله علماء ومفكرو الأمة الذين يُشهد لهم بالعلم والحكمة، فعلاجنا هو الالتفاف حول علمائنا الربانيين، واتباع ما يحثوننا عليه، متنازلين عن أنانيتنا ومصالحنا الشخصية، وإلا؛ فستبقى الأمة تنازع وتنازع، حتى تجد نفسها تلتقط أنفاسها الأخيرة، وعندها… هيهآآت هيهآآت…!

 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here