“20 فبراير يوم برمزية عالية..”
* كان محاولة ، كان فرصة .. فرصة من حلموا يوما بتغيير المشهد السياسي .. خليط من ماركسيي الستينات والسبعينات واشتراكيي السبعينات والثمانينات وإسلاميي الثمانينات والتسعينات .. كانت فرصة في الوقت الخطأ ..
* التوقيت الإقليمي كان مناسبا للتحرك، فكل العالم العربي تحرك وأشعل حراكا مزلزلا أدى في بلدان إلى زعزعة أنظمة وفي أخرى أسقط حكامها وأعدم بعضهم…
* 20 فبراير في المغرب، نقطة ضعفه ضعف التنظيمات السياسية وعدم قدرتها طرح مشرَع سياسي، حاولت أن تضغط وتجلب كل ذي مظلمة اجتماعية، التحقت به فئات المتضررين والمهمشين، لكن تضارب الأهداف جعل المزج بين السياسة والاجتماع غير قادر أن يكون رافعة قوية..
التضارب السياسي بين التشكيلات التي كونته تجعل نجاحه مستحيلا ..
* 20 فبراير استطاع أن يرسل رسالة للنظام أنك رغم كل ما يظهر من تماسكك ونجاحك في إضعاف القوى المنافسة، فلست في مأمن من أوقات ضغط وقابلية تحريك الراكد .. حركية النظام كانت سريعة، وجد الحلول، فحرك أطراف مخابراتية ضربت الحراك من الداخل، وأرغم المظاهرات بالتراجع ساعة بالقمع ساعة بالدهاء السياسي والأكثر جدوى الدعوة السريعة لتغيير الدستور والإعلان عن الانتخابات، انتخابات صعدت حزبا كان محسوبا على الفئات الشعبية ..
* 20 فبراير 2022 … هل النظام في مأمن كامل من تحركات الشارع من جديد ؟
أكيد لا، فالوضع الاجتماعي لا زال هشا وغير متماسك كفاية وفيه فراغات ونقاط ضعف كثيرة، إنه اليوم نقطة الضعف الكبيرة، إن كان مشهد 2022 يعرف تراجعا واضحا للأطراف السياسية المعارضة والوضع السياسي يمسكه النظام لوحده، وإن كان الاقتصاد أفضل نسبيا رغم مرور حدثين صعبين : الأزمة الاقتصادية العالمية لما بعد 2008 وكورونا .. حدثين بتأثيرات غير خافية .. فإن الوضع الاجتماعي لفئات واسعة ما عادت تريد الصبر كما السابق على ضنك العيش الجيل الحالي بالمدن والقرى والبوادي صارت متطلباته أكثر وأكبر وأعلى .. في مناطق كثيرة الأجوبة الاجتماعية ضعيفة ولا ترقى لوضع الطمأنة ..
* تحدٍّ كبير مفروض على المغرب :
– من جهة، الطموح الاقتصاد قوي فعال، دونه مزيد من الوقت ومزيد من العمل لتكتمل عدد من حلقاته ..
– من جهة ثانية، عيش كريم لفئات واسعة لا تستفيد من طفرة الاستثمارات والتحرك الاقتصادي ..
* هل نحتاج ل 20 فبراير أخرى ؟
– في الشق السياسي :
– 1.. لا نحتاج لشعارات من روح ” إسقاط النظام ” ، نظامنا يملك أعلى النقاط ولا أحد بالمغرب يملك ما يملكه، و بالتالي في هذه الحيثية الاختيار يجب أن يكون محسوما ..
– 2 .. شكل تعاطي النظام مع المعارضة وتغييبها وشبه إلغائها خطأ وخطر، نحتاج للفاعلين السياسيين والنقابيين والاجتماعيين فدورهم مهم، ما كان اختيار شكل النظام محسوما .. دورهم مهم جدا وإلغاؤهم خطر وخطأ ..
– 3.. الضغط لتحقيق توازن معقول لا يضر الدولة ويسرع عملية دعم المقاولة الصغرى والمتوسطة والتعليم والصحة والفئات الهشة ( فقط ) مطلوب، فالدولة التي لا تجد المعارضة ولا تخاف تحركات المعارضة ستنحو للأحادية وتهمل الاجتماع وقضايا المجتمع ..
* التحدي عظيم ، ونحتاج لذكاء مغربي يجتاز بنا مرحلة نريدها مربوحة وقليلة الأخطاء والأضرار ..