“المعاني السامية: “
حين مررت بكم مقتنعاً بأشلائي
رسمتم علامات استفهام وقلق
من هذا الزائر الغريب
يأتي متجرداً من كل شيء
وكأنني لست من جلدتكم
تجمعتم كدائرة كانت حصناً منيعاً
فهمتكم ولكنني لم أقتنع بارتفاعكم عني
أنا الذي لم أجئ مرتدياً ثوب الرقي
على جسدي
ولكنني ارتديته على روحي
لا يا قوم
لا أقصد أنكم ماديون
ولكنني أرى أنكم تجهلون الحقيقة
ولذلك قطعتم حبل الوصل بيني وبينكم
لأنني لا ألبس الثياب الأنيقة
ولا أنام على الفراش الوثير
ولا آكل أشهى الطعام
ولكنني أحب النور والحقيقة والسلام
وأتألم حين يفقد الطائر عشه
أو تُسحق زهرة
أو يضيع طفل في الزحام
هذه المعاني السامية أجمل و أبقى من لباس يهترئ وفراش يُستغنى عنه وطعام يورث خمول الجسم وقسوة القلب
أنا لم أجئ من عالم آخر أيها المترفون
أنا لم أفقد إنسانيتي وطيبتي التي هي أغلى عندي من اللقمة والقماش والبيوت الفانية