عندما تغيب الضمائر يطالها الفساد والعفن لدرجة أنها لم يعد لها كيان يميزها عن غيرها من بشر، فساد يستشري سريعاً، يحتاج تدخلات لاقتلاعه ولمضادات وعلاجات قد يستدرك به ما يمكن علاجه! نعيش في غابة يأكل فيها القوي الضعيف بل المسؤول الذي لابد أن يكون عادلًا على نفسه وقبل غيره وبشكل واضح! قد تصمت وتتوارى عن فساد يستشري ويأكل المكان! قد تعمى عينها وبصيرتها من أن تنكر منكراً.. قد تصفق لأخطاء ولتمثيل وسيناريوهات ركيكة! أن تكون إنساناً وصاحب ضمير حي ونظيف وطاهر ونقي وكل مفردات الصدق والنقاء في زمن يعج بقائمة أسهل، ما عليها أن تبيع ضمائرها بزينة زائلة،وتكون من النذالة ما يفوق الوصف والتصديق!
الضمير الإنساني يعني أن الأخلاق الإنسانية ماتزال بخير وهذا الإنسان مايزال إنساناً. الضمير يعني الأخلاق وهي أهم ما يميز شخصية الإنسان، إن سكنت شخصيته مكنته من تميز الخير من الشر وأرشدته إلى العدل عن الظلم، وبينت له طريق الفضيلة عن الرذيلة.
عندما يكون المسؤول قد انسلخ من ضميره وسلم نفسه لحقده ولغيرته ودس كل هذه السموم في موقعه كمسؤول عن التلفزة الوطنية التونسية لكي يوقع جزاء على زميلة له عملت كإعلامية مهنية شهد لها القاصي والداني. لم أعرفها شخصيا وهي السيدة نوال الزرقاني التي قدمت الأخبار على التلفزة الوطنية التونسية إلي ما يربو عن عشرين عام دون مواربة، وتأتي رئيسة التحرير (سعيدة بن حمادي) بإعفاء الإعلامية نوال الزرقاني من تقديم نشرة الأخبار بالتلفزة الوطنية التونسية، وإقالتها من قسم الأخبار، بالإضافة إلى ذلك قطع راتبها، دون ذنب فعلتة أو خطأ اقترفته وإلى التحقيق دون سبب مقنع. وهناك احتمال لإقالتها تماماً من التلفزة الوطنية التونسية، فهنا لابد من نصرة المظلوم، وكأن هناك منهج للعودة إلى الوراء من سياسة تكميم الأفواه، والتي يبدو على رئيسة التحرير في التلفزة الوطنية التونسية سعيدة بن حمادي تستخدم هذه السياسة بشكل ممنهج مع الإعلامية نوال الزرقاني، وهي زميلة وتعمل في مهنة من أهم المهن التي تساعد المجتمع علي التحقيق والتدقيق والوصول إلى تحقيق العدالة، أن تكون المسؤولة عن هذه المؤسسة (سعيدة بن حمادي) لا تعلم عن العدل إلا اسمه، ولا المسؤولية إلا منصباً، وجعلت هذا المنصب مجرد مقصلة لتحقيق مآربها الشخصية، في الانتقام والحقد علي زميلة لها!! فلابد أن تتضافر الجهود داخل المؤسسات الصحفية وحقوق الصحفيين لوقف هذه المهزلة التي وللأسف داخل تلفزيون الدولة، الذي يملكه الشعب وليس رئيسة التلفزة، وأطالب رئيس الدولة التونسية قيس سعيد أن يطهر هذه المؤسسة من الفساد، الذي نخر فيها وجعل الناس تنصرف عنها، وإعادة السيدة نوال الزرقاني إلى منصبها مكرمة، والتحقيق في الواقعة.
بقلم / منير حامد