“أنت حر ما لم تنتقد إسرائيل”.. كاتب عمود يروي قصة طرده من “الغارديان”

0
146

كشف الكاتب في صحيفة الغارديان البريطانية ناثان روبنسون عن تفاصيل وقفه عن العمل، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي هو تغريدة عبّر فيها عن غضبه من المساعدات الأمريكية العسكرية لإسرائيل وسط أزمة كورونا.
ونقلت مجلة “كرنت أفيرز” عن الكاتب قوله: “أنا أكتب للصحيفة منذ عام 2017، أولاً كمساهم، ثم ككاتب عمود. أكتب بشكل حصري تقريباً عن السياسة الأمريكية. لم أكتب قط عن إسرائيل (…) لم يُرفض لي مقال لأسباب تتعلق بالمحتوى إلا مرة واحدة، حسبما أتذكر، وهو ما حدث عندما انتقدتُ جو بايدن بسبب العلاقات التجارية الفاسدة لهنتر بايدن”.
وأضاف روبنسون أنه في أواخر ديسمبر/ كانون الثاني، كان الكونغرس الأمريكي يُقِرّ حزمة جديدة من المساعدات المالية بسبب فيروس كورونا. في الوقت نفسه كان يصدّق على 500 مليون دولار إضافية مساعدات عسكرية لإسرائيل.
وعبّر الكاتب وقتها عن حزنه الشديد قائلاً: “أنا شخصيا شعرت بالفزع لرؤية تمويل جديد للصواريخ الإسرائيلية يُمرَّر في نفس الوقت الذي يبعث على الرثاء للإغاثة الصغيرة للمتضريين من كورونا، إسرائيل قوة مسلحة، وتبسط هيمنتها شبه الكاملة على الفلسطينيين. لقد قدمنا لها بالفعل كثيراً من المساعدات العسكرية التي لا تحتاج إليها. لماذا إذاً وفي أثناء الوباء يوجه الكونغرس الأموال لأنظمة الصواريخ الجديدة؟”.
وعبر روبنسون على حسابه الشخصي في موقع تويتر عن سخطه، إذ كتب بسخرية تغريدتين مترابطتين. الأولى: “هل تعلم أن الكونغرس الأمريكي غير مسموح له فعليا بأن يأذن بأي إنفاق جديد ما لم يكن جزء منه موجهاً لشراء أسلحة لإسرائيل؟ إنه القانون، والثانية: أو إن لم يكن القانون المكتوب فعليا، فهو متأصل جدا في العادات السياسية، بحيث لا يمكن تمييزه وظيفيا من القانون”.
وأكد الكاتب أن التغريدة الأولى عبارة عن سخرية، ولكن للتأكد تماماً من عدم الظن أن ما كتبه جاد، أتبعها بتغريدة ثانية، ليفصح بوضوح عن أنه كان يمزح.
وأضاف الكاتب: “عندما تغرد، بخاصة عن شيء مثير للجدل، يمكنك أن تتوقع أن يغضب بعض الناس، ويطلقوا عليك أوصافاً، لم يكن لديّ أي فكرة عن السرعة التي سأُطرَد بها”.
وقال إنه “في وقت لاحق من ذلك اليوم تلقيت بريداً إلكترونيا من جون مولهولاند، رئيس تحرير صحيفة الغارديان في الولايات المتحدة بعنوان “خاص وسري”.
وعبّر رئيس تحرير الصحيفة عن غضبه مما كتب روبنسون واصفاً ما ذلك بـ”الأخبار المزيفة”، مشيراً إلى أنه يقلقه أن يكتب ذلك كاتب عمود في الغارديان.
وتابع الكاتب: “خلال الأسابيع القليلة التالية أصبح محرري غير مستجيب بشكل مثير. لقد أرسلت النصّ بعد الآخر لأعمدة جديدة، ولم أتلقَّ رداً. فجأة، كان صمت غريب”.
وأشار إلى أنه تلقى مكالمة من المحرر الخاص أخبره فيها بأنه حاول نشر أعمدته، إلا أن رئيس تحرير الصحيفة في الولايات المتحدة جعل الأمر مستحيلاً، وطالبه فيها بالتحدث معه لتصحيح الأمور.
ولفت إلى أن محرره اتصل به مرة أخرى الثلاثاء الماضي وأخبره أنه بعد محادثة مع رئيس تحرير الصحفية في الولايات المتحدة، تقرر إلغاء مقالته تماماً، وأعلمه أن الصحيفة لن تتعامل معه في المستقبل أيضاً.
ويشير الكاتب إلى أن البريد الإلكتروني الذي وصل إليه من رئيس التحرير والذي أكّد فيه أن كتاب الغارديان “أحرار” للتعبير عن آرائهم، كان زائفاً بشكل واضح، مؤكداً أن “الكتاب أحرار ما لم ينتقدوا إسرائيل”، لأن مقالاتهم تذهب بعدها في سلة المهملات.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here