Home Slider site الملامح القرآنية و النّفسيّة في قصيدة “هو و أنا ” للشاعر الفلسطيني...
الشّاعر محمود مفلح غنيّ عن التّعريف و شعره أشهر من نار على علم.. شعره من السهل الممتنع الذي هو في غنى عن الزيادة والتوضيح و الشروحات، وكون قصيدته “هو وأنا” قصيدة من النوع الاستفزازي لفظا ومعنى.. فهل سأركب صهوة الكلام لأجدّد قول المعري:
فإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانَهُ
لآتٍ بما لم تسْتطِعْهُ الأوائلُ
أو سيكون حالي كنافخ في رماد أو أعود أدراجي على سنن خفيّ حنين.. ولكن سألقي بالشباك وأنظر هل علق بها سمك أم لا، فبحر الكامل لم يخيّبّ ظنّي أبدا وخاصة وقد ارتضاه شاعرنا في صياغة مقاطعه وبيان معانيها. وبين “هو” المتكلم الغائب و”أنا ” المتكلم الحاضر ينسج لنا الشاعر شالات معتّقة من أصواف تجربته الحياتية الطويلة، وخبرته المكتسبة عاقدا لحوار هادئ بين “هو” وجهة النظر الغائبة و”أنا” وجهة النّظر الحاضرة، وبأسلوبه العربيّ المبين وعلى عادة شعراء العرب في الجاهلية، ينجح في إدارة هذا الحوار بين ركنين من أركان الدولة.. حاكم مستبد مستهتر ومواطن ناقد متبصر.. وحتى يكون الحوار موضوعيا وبناء ويكون له ثمار، بدأ بوجهة نظر “هو” وثنّى بـ “أنا”؛ فعالم السياسة يشبه ظاهرة السراب. ففي الوقت الذي يظن السياسي بأنه أدرك ضالته يكتشف بأنّه كان جزءا صغيرا بسيطا أو بيدقا جنديا في لعبة الكبار..
القصيدة من النصوص السياسية العميقة، انتهج فيها شاعرنا الكبير أسلوب التهمكم والسخرية كمرحلة أولى، ثم مال ميلته الواحدة لينتصر لـ”أنا” تاركا “هو” يجرّ أذيال خيبات مثقلات.. هي معارفه بعدما استوت وآتت أكلها يقدّمها لبني أمته بل وللإنسانية على صحاف من ذهب، وفي أبهى حلّة وبأصدق شعور وأكمل حبّ.. هو وأنا..
1. “هو”: الأدلة و الحجج.
يا من يقاتل مرتين ويهرب
ويعود ثانية ولا يتهيّب
أنا لا أرى إلا مصائب أمتي
فعلام ترقص في العراء وتطرب؟
قل ما تشاء فإن قولك فيصل
ورؤاك في فن السياسة مذهب
بأسلوب المتهكم السّاخر يستفتح شاعرنا محمود مفلح قصيدته مستهلا حديثة بحرف نداء بليغ، فهو بصراحة لا ينتظر ردّا إيجابيا من “هو” وإنما أتى بالنّداء من باب لفت الانتباه لقيمة ما سيورده من أحاديث وأشجان.. ويمثل “هو” كلّ سياسي عربيّ فاشل برغم كثرة هزائمه وفضاحة أفعاله ووضوح عوره، يعود في كلّ مرّة دون حياء ولا تورع ليعلن بين النّاس عودته المباركة وبمشروع جديد خارق.. وما خطبه الرنّانة التهريجية إلا دليل على شدة وقاحته واستهتاره بعقول الشعب وتضحياته الجسيمة وتاريخه الأمجد.. بل ويسلّم له بالغلبة وبسداد رؤاه السياسية، ويعدّ تصريحاته من باب القول الفصل الذي لا كلام بعده، وبالغ في استحسان عودتهم بأن سلّم لهم بصحة مذهبهم السياسي ونبوغهم في فن السياسة. وهذا النوع من الاعتراف هو من باب التنقيص والمهانة والتعيير، وهو من الأساليب المشهورة في لغتنا العربية ويوجد منه الكثير.. وما سبب انتهاجه لهذا الأسلوب من جهة ثانية إلاّ إشارة واضحة وانتقادا لاذعا للشعوب التي تصدّق في كل عودة ترهات وأكاذيب وادعاءات هؤلاء الساسة المحترفين للزندقة والمكر والخديعة، وتعمّد التلميح لهذا المعنى احتراما للشعوب العربية البائسة الطيبة من التجريح والتنقيص، وترك للقارئ الحصيف استنتاج ذلك وهذا ملمح نفسيّ لافت.. وبدأ يعدّد مناقب هؤلاء الساسة الفاشلين المنهزمين وأوردها مرتبة في ثوب عين الرضا، ولكنّ معانيها ومخرجاتها تدلّ على العكس تماما كما سبقت الإشارة إلى ذلك.. فهؤلاء السّاسة أضحوا أربابا تعبد.. أو ليس الأمر والنهيّ من مستلزمات الربوية.. بل وحتى الطعام الذي تأكله الشعوب والماء الذي تشربه هو من بركات حسناتهم ومحاسن أفضالهم.. بل وأكثر. فما تلك العطور المستوردة التي تتهافت عليها النسوان بل و حتى الرجال إلاّ من هداياهم النفيسة وكرمهم الحاتمي، ولكنّهم عند احتدام الخطر ومداهمته ينقلبون إلى نائحات تندبن حظهن ومآلهنّ..
أنت الذي تنهى وتأمر بيننا
وتعد أشهى ما نريد وتسكب!
وترش عطرا كي يسيل لعابنا
بين النهود وفي المصائب تندب
ويزيد العصابة تهكما واستهزاء حين ينعتهم بقمر الزّمان الذي لم يخلق في الوجود مثله، موافقا أبا فراس الهمداني حين قال:
سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم..
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدرُ
ووصف نورهم وهالتهم بالعطر الذي طال كل فرد من تلك الشعوب البائسة.. معرّجا على بلوغ كلامهم قمّة البلاغة والكمال والجمال، إشارة إلى تلك الخطب السّجعية الرنّانة التي يعدّها أدباء السوء والبلاط وهذا ملمح نفسي آخر.. ولا يفوته في معرض الافتخار والإشادة بأفضالهم ومزاياهم حين ينعتهم بالقطر الهامر والغيث المنتظر، حتى خجلت الشعوب من النّظر إلى وجوههم المزهرة وهم متربّعون على عرش السماء وكبدها بثوبهم الملكي الفضفاض، وحليّ الذهب التي يتزيّنون ويحتفون بها في مهرجاناتهم واحتفالاتهم.. إشارة قويّة لطبيعة الحياة المترفة التي يعيشها هؤلاء السّاسة على خلاف شعوبهم وأوطانهم التعيسة، وهذا من الملامح الصادمة..
يا أنت يا قمر الزمان وعطره
إن لم تطل فكل أفق غيهب!
لولاك ما اجترح الكلام كلامه
قطر سواك وأنت أنت الصّيّب!
خجلت عناقيد الضياء وأنت في
كبد السماء مفضض ومُذهّب!
وبعد هذا الإطناب في المدح المزيف والثناء غير المستحق، يلتفت إلى ثروات الوطن العربي وخيراتها من فوق ومن تحت التراب.. و يأتي على ذكر بعضها من باب الإشارة بالجزء على الكلّ.. ويبدأ بالنفط والبترول واحتياطاتها الرهيبة، وكذلك الثروات المائية ليختتم مهرجان ثنائه بأنّ هذه الزمرة السياسية قد امتدّت مملكتها الواسعة وسيطرتها حتّى على الغيوم الحبلى ورقاب ومضات البرق، معلنة بكل جرأة بأنّ كلّ البروق ما هي إلا انعكاس لبروقهم كمظهر من مظاهر الانسلاب بهم. وهنا يتجلّى ملمح نفسيّ متوارٍ عن الأنظار، ولولا منظار الذوق السليم ما انكشف ضبابه وستار سحبه.. تخاذل الشّعب وسكوته عن طغيان الباطل، وبذلك يكون مشاركا في تشجيع تلك العصابة في تنفيذ مشروعها والتحكم في رقاب الناس وثروات الوطن.. ويذكرنا هذا الملمح النفسي بقوم فرعون: “فاستخفّ قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين” سورة غافر؛ فاستحقوا بأن يوصفوا بالفسوق وهو أعلى درجات العصيان وليس بعده إلاّ الكفر البواح.
ورحلت من عطش الرمال ملوحا
عندي الزلال من الموارد فاشربوا
عندي الغيوم المثقلات وبرقها
كل البروق سواي برق خَلِبُ!
وكجيش جرّار كرار يميل على الـ”هو” ميلة واحدة لا تبقي و لا تذر؛ فالأشياء بأضدادها تتمايز، والنّصح لهذه الأمة العريقة يقتضي ركوب متون هذا البحر الأهوج الطامي ليتبين الخيط الأبيض من الحقيقة من الخيط الأسود. وشرع الشاعر بإرسال وحدات خميسه وفق استراتيجيته العسكرية المدروسة والمخطط لها ليرسل بتشكيلاته الخماسية في شكل وحدات منظمة وعلى الترتيب كعادة القادة الكبار وتخطيطاتهم المحكمة وانتصاراتهم الساحقة..
2.”أنا”: ننقض الأدلة و دمغ الحجج:
المقدمة: على طريقة المتنبي يرفع صوته ليعلن بأنّ هناك من يرفض الظلم والطغيان وعلى رأسهم الشاعر نفسه، وبنفس تلك الرّوح الوثابة الرافضة لكل أشكال القهر والاستبداد يدندن على أنغام بيت شعريّ ليعيد إلى ذهن القارئ نرجسية المتنبي حين صرّح:
أنا الذي نظر الأعمى إلى كَلمي..
وأسمعت كلماتي من به صممُ
وبلغة واضحة قويّة يستفتح رفضه مزهوّا واثقا؛ فارهف سمعك لتستمتع ببليغ كلم وجمال بيان وبعد نظر وحضور بديهة، حين أنطق ما من شأنه السكوت وأسكت ما من شأنه النطق.. وما هذا الكم من الألفاظ الفخرية إلا دليل على تمكنّه من رقابها.. الرواء.. التاج.. العزف.. الأوراق.. الحروف.. الخصب.. الإعجاب.. وحفاوته بما أوتي من بلاغة وفصاحة.. وهذا ملمح نفسي آخر يكشف عن استغنائه عن تلك الملهيات والامتيازات، واكتفائه بجواهر اللغة ونفائسها.
وأنا رواء الشعر تاج بيانه
قل للذين يناقشون تأدبوا!
فأصابعي عزفت على أوراقها
وأنا الحروف على لساني تخصب
فإذا نطقت فإن نطقي معجب
وإذا صمت فإن صمتي أعجب!
الميمنة:
التعبير بالرؤيا ملمح نفسي، فليس الخبر كالعيان، وتوظيفه للفعل الماضي “رأيت” للدلالة على تحقق رأيته وصيرورتها من الماضي الذي لا يساوره شكّ أو تردّد.. وكرّر الفعل “رأيت” ستّ مرّات ليؤكّد ما ذهب إليه من أحكام قاطعة لا تقبل التفنيد أو الكذب.. وراح يبثّ أحزانه وهمومه في تشبيهات بليغة وصور بيانية حيّة متحرّكة.. ومن الصوّر الباكية المبكية حجم الدموع المنهمر من مقلتيه، حتى أكل ملح دموعه مقلتيه فجفّ ضرعها، وغدت الجنادب آمنة مأمونة ترتع وتلعب بخيرات وطنه الكبير، وعهده بالجنادب الهروب والفرار.. وساق بعض الأمثلة للدلالة على ذلك في صور تشبيهية كئيبة.. فهذا نخيل الرافدين الشامخة هاماته انتكست وتقوّست وسمُعت أصوات النعيب في مدينة الرصافة التي كانت مقرّ آمنا لوليّ العهد العباسي الخليفة المهدي وجيشه المظفر. واستحضار التاريخ ممثلا في الرصافة ملمح من الملامح النفسية التي توحي بتغيّر الأحوال وانقلاب الأوضاع، فبعدما كانت يهرع إليها ويلتجأ إلى حماها صارت وكرا للجنادب وللعبثية والخوف والفساد.. وأصبحت بغداد رواية مكتوبة تقرأ في فصولها حكاية عن أرض الحجاز أين تحكّمت عصبة وراحت تبطر وتبدد في النعم والخيرات، وتصرفها في غير مواضعها ومحالها.. وهنا يبرز ملمح قرآني خفيّ، فـ”بطرت” كلمة قرآنية، يقول الله تعالى: “وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مساكنهم لَمْ تُسْكَن من بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا، وَكُنَّا نَحْنُ الوارثين”. من سورة القصص..
والملمح المراد إنّما يتمثل في النهاية الحتمية المؤلمة وهي الهلاك، وهي خاتمة طبيعية لمن يختار البطر وكفر النعم وتبذيرها في غير مظانها.. ويتألم قلبه عند رؤيته لشعب الحجاز الجبّار وما يمتاز به من مواصفات ونعوت، يشطب كما يشطب أحدنا حروفا أو كلمات..
أنا إن رأيت الدمع يأكل مقلتي
وغدت على صدري الجنادب تلعب!
ورأيت نخل الرافدين مقوسا
وسمعت بوما في الرصافة ينعب!
وقرأت في أرض الحجاز رواية
عن عصبة بطرت وشعب يشطب
الميسرة:
والتّقرّحات لا تزال تنزف مثخنة يلتف بعين حانية إلى أرض الشام وقد أحاطت بها الفجائع من كلّ جانب، ونصبت المقاصل وفصلت الأعناق والرؤوس عن الأجساد.. وفي معرض هذه الفواجع يتذكّر القدس الشريف وحرق منبرها المبارك وخذلان المسلمين له دولا وحكومات وأفرادا، واكتفاؤهم بالوعود الفارغات والتنديد الاستعراضي من تطبيل وتزمير..
وتركت في أرض الشام فجيعة
طالت وأعناقا هنالك تضرب!
والقدس وا لهفي على محرابها
كلّ يمنيها وكلّ يكذب!
القلب:
في هذا الهجوم التالي ينظر إلى عدد شعوب العرب والمسلمين الذي تجاوز المليار ونصف المليار ولا أحد يثور ويغار، فكأنّ أرحام نسائه قد عقرت عن ولادة أبطال ومغاوير يعيدون للأمة أمجادها وانتصاراتها، بالرّغم من أن الأرحام لا زالت خصبة معطاءة. ثم يتعجب من أمرين.. من القمح الذي رفض أن ينبت والأراضي خصبة واسعة، وفي هذا ملامح كثيرة كعجز الأبناء على حراثة الأرض ولجوؤهم إلى استيراد القمح بالعملة الصعبة.. ويتعجّب ثانية من مواكب الأعراب التي أبت أن تتطور وتتقدم مكتفية بنظامها الملكي والقبلي والطائفي..
ورأيت آلاف النساء عواقرا
والماء في كلّ الموارد ينضب!
والقمح يأبى أن يسنبل عندنا
ومواكب الأعراب لا تتعرب
المؤخرة:
وتتضاعف فجائعه وتتقرّح حين ينظر بمنظار الروح، فيرى أوضاع وطنه الكبير من المحيط إلى الخليج.. ليبيا .. اليمن.. لبنان.. وكثير من البلاد المسلمة قد أصابتها مخالب التشتت وأحرقتها نيران الفرقة والاختلاف.. ونظرا لتأثره الكبير بالقرآن الكريم، يأتي بصورة بلاغية يصوّر فيها هول الفاجعة التي شاب من هولها الولدان مستمدا أجزاءها من قوله تعالى: “فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْما يَجْعَلُ الوِلْدَانَ شِيبا”.. وهناك ملمح نفسي آخر داخل هذه الصورة التشبيهية تؤكدّه الأبيات اللاحقة، وأنّ هؤلاء الشيوخ المتحكمون في الرّقاب لم يخطر ببالهم أن يتنازلوا عن عروشهم لصالح شباب يافع طموح يحمل اللواء ويكمل المشوار، ولكن شغفهم الكبير بالحكم والسيطرة والتملك حال دون ذلك..
ومن المحيط إلى الخليج معارك
بين القبائل كل يوم تنشب
ورأيت طفلا شاخ قبل أوانه
ملّ الحياة وظهره محدودب!
في صورة ملتهبة حمراء يصوّر الشاعر تفاصيل مشهد جنسيّ شهوانيّ لشيخ هرم ضعيف لا يزال في مرحلة المراهقة، إذ لم تمنعْه شيخوخته وبياض شعره وانحناء قوس ظهره وتسارع ارتعاشات جسده من التفكير والخوض في مغامرات صبيانية شهوانية جامحة متكهربة.
ورأيت شيخا لا يزال مراهقا
إن لاح طيف صبية يتكهرب!
ومما زاد في يأس الشاعر من فرص التغيير رؤيته لولي الأمر ممثلا في رئيس حكومة أو ملك من ملوك العرب أو أميرا من الأمراء، أن جعل له عن يمين عرشه مستشارا أرنبا وعن يساره وزيرا ثعلبا.. فالأوّل أعمى لا يرى مصالح حاكمه و ملكه و أميره كما قال المتنبي:
ملوك غير أنهم أرانب
مفتّحة أعينهم نيَّام ُ..
والثاني ماكر مخادع لا يفكر إلاّ في مصلحته الخاصة وجمع ما يمكن جمعه من الثروة وزيادة رقعة نفوده الشخصيّ..
وعلى يمين العرش يجلس أرنب
وعلى يسار العرش يجلس ثعلب!
وبعدما رأى من الوقائع المؤلمة والأحداث التي شاب لها الولدان التي أوردها، هو يتقلّب من جمر السلوان والعزاء حرقة وحزنا على ما آلت إليه الأمة العربية، يعلن استسلامه لسببين مفصليين.. عدم تمكينه من مقاليد الأمور فهو لا يملك من القوّة شيئا، وأشار إليه بفقدانه للسيف المناسب.. والسبب الثاني ضعف همّته وعجزه أمام هذا الكم الهائل من الفساد والدمار، وأشار إليه بالقفز والنهوض من جديد في قوله: “و لا أتوثّبُ “.
إن كان هذا ما رأيت ومثله
وأنا على جمر الأسى أتقلَّب!
فلأنني شلّت يميني قاعد
لا أنتضي سيفا ولا أتوثب!
لطول سنين عمر الشّاعر وعراقة التجربة وحبّه اللامحدود لأمته حصة الأسد في تسطير هذه الملحمة وتصوير مشاهدها التراجيدية.. ثم إنّ للصدق والوفاء والواقعية والموضوعية قسط كبير، توفيقه للتعريف بقضيته وتبليغ رسالته بأحسن لفظ وأبلغ معنى.