مِنْ بَيْنِ ظِلالِ الوُعودِ أَتَتْهُ
عَلى هَوْدَجِ الحَنينِ
تَحْمِلُ في رَأْسِها
حِقْبَةَ آمالٍ مظفرة.
أَبْدَعَتْها يَدُ الأَمْسِ!
مِنْ أَصابِعِ شُموعِ التَّرَقُّبِ!
في سَحَرِ أُمْنِيَةٍ
يُعادُ تَشْكيلُ القَسَماتِ
وَغَمْزَةٌ عَسَلِيَّةٌ
تُحاكي زُرْقَةَ اليَمِّ الشَّارِدِ
في غَرَقِ الوُجودِ.
إِثْمَدُ اللِّقاءِ
يَرْسُمُ غِبْطَةَ، مَلامِحِ عُيونِ الأُفُقِ.
تَتَخَطَّى فَيافي الدَّهْشَةِ!
نَحْوَ عُمْقِ بِئْرِ الشَّهْدِ.
فَتُعانِقُها زَنابِقُ صَبْوَةٍ
مِنْ شِفاهٍ نَدِيَّةِ الحُضورِ
عَلى أَهْدابِ التَّمَرُّدِ
تَتَرَنَّحُ، فَتَتَلَقَّفُها ذِراعُ الثُّمالَةِ!
يُدَنْدِنُها عَلى وَتَر
عودُ رَبيعِ لَحْظَةٍ ماطِرَةٍ
.. يَتَرَنَّمُ عَلى أُهْزوجَةِ ضَحِكَتِها.
مُلْتَحِفًا شَذا الشُّروقِ
وَهَزَّةُ خَلْخالِها حَلَّقَتْ بِهِ
إِلى حَيْثُ لا يَدْري وَلا تَدْري.
وَتَدورُ الشَّمْسُ في حِضْنِ الأَرْضِ هُنَيْهَةً
يُداعِبُ مَرْمَرَ الرُّمَّانِ نُزولاً
يَفيضُ نَهْرُ بَيانٍ عَلى مَصَبِّ الخَصْرِ
يُطالِعُهُ هِلالٌ
في كَبِدِ الضُّحى
تَمْتَصُّهُ الدَّقائِقُ
فَلا يَعْرِفُ كَيْفَ يُقَوِّمُ
الفُصولَ المُجْتَمِعَةَ
بِرَوْنَقِها أَوْ يُقيمُ
في تَلاشي تُخومِ الأَنا
بَيْنَ ثَنايا النَّشْوَةِ تُنَوِّنُ تَأَوُّدَها
وَلا تَعْرِفُ كَيْفَ تُعَنْوِنُ!
نُعومَةَ نَسْمَةِ حَياةٍ تَغْشاها
**
يَتُوهُ في تَضاريسِ جَسَدِ الكَوْنِ
فَيَخْطِفُ العِنَبَ وَيَقْضِمُ التِّينَ!
يَسْري خَدَرٌ لَذيذٌ فيها
تَعودُ إِلى مَداراتِها
أُغْنِيَةً تَتَقافَزُ نوتاتُها
في جاذِبِيَّتِهِ
تُلامِسُ سَطْحَ الهِلالِ، يَلْمَعُ الشَّفَقُ
وَيُبْرِقُ نَدى تَكْوينِ أَبْجَدِيَّتِهِما،
تَغْفو عَلى وِسادَةِ حُلُمِ اللِّقاءِ مِنْ جَديدٍ.