(ذهبَ الذين يعاشُ في أكنافهم)
وبقيتَ وحدكَ شاهدًا للمهزلة
ُنعم هذا ما يحدثُ وسيحدثُ طالما بيننا المثقف النخاسُ والشاعر النخاسُ هؤلاء اللذِين يبيعون مبادئهم ويتنازلون عنها لأول مشترٍ
نعم أنا أعي تماما دقةَ المفردةِ بل وأتحملُ تبعاتها كاملةً
لا تصدقوهم إنْ بكوْا أو بالأحرى تباكوْا
لا تصدقوهم إن حدثوكم عن المباديء والقيم
لا تصدقوا نصا يرتمي صاحبه على عتبة أبوظبي وهو يعلم مدى جرمهم في حق الأجيال القادمةِ متعلقا بأستار حلم مدنسٍ
هو كاذبٌ كنصهِ الكاذبِ تماما
سيقول لي البعض خففِ الوطء فربما دفعهم العوز والفقر طمعا في مال المسابقات
سأقول لهم كما قالت العرب قديما :تموتُ الحرةُ ولا تأكلُ بثديها
سأقول لهم مات أمل دنقل على أسرة المستشفيات العامة وحيدا فقيرا
لكنه مات واقفا يحمل معه لا تصالح تحفظها الأجيال التي يحاول شيوخ البترول والعار تغيير وجهتها ومعتقداتها وقضاياها العروبية الأصيلة
مات دنقل ومات نجيب سرور فقيرين وحيدين وغيرهما كثير لكنهم تركوا لنا كرامة الشعر وثبات الشاعر وصدقه وإحساسه بمسؤولياته تجاه الأجيال القادمة
سيقولون خفف الوطء ربما أغرتهم أضواء الشهرة الصفراء
سأقول لهم أين الذين شاركوا في جوائز الإمارات ومهرجاناتها المؤدلجة
الان لا صوتَ لهم ولا خبر عنهم في صحيفة أو مجلة أو برنامج متلفز
قضت عليهم الشهرة الزائفة
والقصيدة الزائفة
و الضحكة الزائفة
والوجه الخشبي الزائف
أرجوكم لا تصدقوا شاعرا لم يكن ذا مبدإٍ واضحٍ صريح تجاه التطبيع مع العدو الصهيوني مهما تكلف من عناء التبرير
هم جميعا كاذبون
هم جميعا فاسدون
مهما بدلوا من أقنعة
مهما بكوا في قصائدهم
هم والله أبيع لأوطانهم من الغريب
هم والله والله ضائعون مضيعون
