لدينا سوء فهم خطير للعقل، المصيبة أن الذين يدافعون عن العقل يفعلون ذلك بالجهل. لا أعرف لماذا يتعصب البعض للعقل الغربي بكثير من الذلة والخضوع والدونية، ويؤدي بهم ذلك إلى كراهية أصولهم والحط من العقل العربي المسلم.
هؤلاء يفهمون العقل على أنه مطابق للاختراع والصناعة، هذا الربط ليس سليما، عندما كنا صغارا كنا نكتشف ونصنع ونركب ونبتكر باستعمال الأشياء والأدوات، فهل معنى هذا أننا كنا أصحاب عقل؟
حقيقة أشفق على هؤلاء، مع هذا النوع من التفكير أنت ستبقى ألف عام أخرى في ذيل الأمم وسوف يأكل رأسك الفئران، أول خطوة نحو الألف ميل أن يخرس اليائسون الفاشلون ضعاف النفوس.
الغرب ليس غربا كله، أكثر من نصف الغرب شرق. في المختبرات الغربية الهندي والصيني والباكستاني واللبناني والمصري والمغربي والإيراني والأرجنتيني والغاني والسينغالي والسوري والعراقي. ماذا بقي من الغرب؟ بقي منه ما ليس في الشرق: جامعات محترمة ومؤسسات نظيفة وميزانية معتبرة وديمقراطية نزيهة وتشجيع على الابتكار وقوانين حقانية، وفي الشرق جهنم.
هؤلاء الذين يفكرون بهذه الطريقة البيزنطية في العقل هم نموذج اللاعقل، بل هم والله خدام الاستبداد والتخلف لأنهم يلومون العقول التي في الرؤوس لكنهم لا يلومون الرؤوس التي في الدولة، اصنعوا ديمقراطية ونظفوا الجامعات من الروث وحرروا ميزانية البحث واطلقوا الحريات وسوف تأتي عندكم أمريكا ولن تذهب إلى الصين.
ولكنكم لن تفعلوا لأنكم أنزلتم على الناس الظلم فأنزل الله عليكم الذل.