وقفت على الأطلال، أطلال الجوى
استرجعت الأيام الخوالي والهوى
ولم أمر على الديار (ديار ليلى )
كما فعل الشعراء القدامى فيما خلا
إذ وقفوا على الأطلال أياما
يتشببون بالحبيبة و الوجد و النوى
يبكون على الطلل وما حوى
واصفين إياها بأوصاف الظباء
في الغاب و الخلاء
يبثون الرسم البالي لواعج الحب
ما تجاوب معهم ولا سمعهم ولا وعى
بل ذكرت الخل في زمن الصبا
وما خلفه في الفؤاد و الحشا
من آلام الفراق و الخذلان و الجفاء
وحرقة الأشواق وما خلفته في النفس من عناء
هكذا يكون الوقوف على الأطلال
في أعماق الروح والوجدان
وفي نبض الحشا والشريان
بعيدا عن الحجارة و الرمل و المكان
لا خير في رسم بصحراء جرداء
و لا في أحجار عراها الزمان
أو جمادا قفرا خرابا طوته الأيام
و لا بقايا الديار في سهل
أو واد غير ذي زرع أو به زرع...