“حنين” :
الحنين بيوت سكنتها،
ولم أعد أعرف طريق العودة إليها.
منذ أعوام وأنا أحيك الجدران
وأربي الشرفات في الأصص.
أتخيل شرفة فتنمو بين أحجارها أعشاب عاطفة لا ينتبه لها البشر
فأرحل تاركة ظلالا ونواعيرَ تدور للتعمية على اسمي.
جدران كثيرة لشاعرة لا بيت لها.
***
أملك الآن أكثر من شرفةٍ
ها هنا البابُ
بابُ الحديقةِ
غلّقَهُ البردُ …
هل تبصرون يدي ؟
وهي ترجفُ من أثر الفقدِ
هل تُبصرُونَ الجدارَ الذي حكتُه
خوخة البيتِ والموقدِ ؟ .
ليس وجهي الذي يلمع الآن
في بِرَكِ المَاءِ
يخذلني الأقربونَ
حِبالُ خيانتهم تتدلَّى أمامِي.
هُنا في المدينةِ
تأوي إليّ العصافير
والغرباء يلوذون بي
غير أنّ الذين حنيتُ لهم هامتي
كي يطوفوا على متنِ أخشابها الأرضَ
قد كسَّروا هامتي.
أيّها الغرباءُ
أنا مثلكم يعتريني دوارُ المدينةِ
أسقط في حُفَرِ الضوْءِ
لا شيء يوجعني .
غير أنّ المساء ثقيلٌ بلا إخوةٍ حينَ تُمطِرُ.
قد لا أعودُ إلى الأمسِ
قد لا أعودُ من الأمسِ
تخذلني الطرقاتُ
وتخذلني حين أحلم كالطيرِ هذي الحياةُ.