( وحدَكَ يا عِراقُ )
رَحَلَ الأَشاوِسُ والعِتاقُ
وبَقِيتَ وَحْدَكَ يا عِراقُ
رَحَلُوا وقد نَهَلُوا الأَذَى
وتَحَمَّلُوا ما لا يُطاقُ
تَرَكوا الفُراتَ وخَلَّفوا
بَغدادَهُم سَبْيًا تُساقُ
وتَشَرَّدَتْ أحرارُها
مِنْ بَعدِ ما خانَ الرِّفاقُ
واسْتُبْدِلَتْ آسادُها
بِحَمِيرِها فعَلا النُّهاقُ
وتَبَدَّلَتْ غِزْلانُها
بِقُرودِها فبَدا الشِّقاقُ
واسْتَمْرَأُوا فيها الخَنا
ولَقَدْ طَغَى فِيها النِّفاقُ
وتقاسَمَتْ بَلَدي العِدا
لا دَرْبَ ظَلَّ ولا زُقاقُ
فَتَقَطَّعَتْ زُبُرًا كما
في الجِلْدِ قد ظَهَرَ البُهاقُ
والعُرْبُ في ذُلٍّ فَلا
حالٌ يَسُرُّ ولا وِفاقُ
والنَّفْطُ يُفْدَى بالنَّفِيـ
سِ ولَيْسَ مَن يُفدَى العِراقُ
فَإِذا لَعَنتُ جُمُوعَهُمْ
شَهَقُوا ومَسَّهُمُ الذُّعاقُ
وإذا صَرَخْتُ لِدَفْعِهِمْ
نَحْوَ الجِهادِ دَمِي يُراقُ